في الوقت الذي ينتظر فيه الجزائريون، إعلان وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات منذ 19 أوت الماضي، الأسباب الحقيقية التي كانت وراء انتشار الكوليرا في عدد من ولايات الوطن، خرج الأحد مدير معهد باستور ليطلب الصبر وإمهاله المزيد من الوقت لإيجاد مصدر هذا الوباء. وأكد المدير العام لمعهد باستور، البوفيسور زبير حراث، أن المخبر يعمل بجهد كبير بالتنسيق مع الجزائرية للمياه، لاكتشاف مصدر وباء الكوليرا في الجزائر، حيث تم تحليل حوالي 30 منبعا للمياه في ولاية البليدة، إلى حد الآن، لكن لم تكلل مجهوداتهم بالنجاح في اكتشاف سبب هذا الوباء، مطالبا الجزائريين بالصبر ومنحهم المزيد من الوقت في عملية البحث لتحديد خلفياته. في حين يؤكد المتحدث، مزاولة فرق من مصالحه رفقة فرق من وزارة الموارد المائية في الخروج للميدان من أجل تحليل مياه المنابع غير المحروسة بعد التأكد بأن منبع سيدي الكبير هو المنبع الوحيد لحد الآن المسبب لوباء الكوليرا والذي تم ردمه على أن يعاد فتحه للمواطنين بعد إصلاح القنوات ومعالجة المياه. وأشار حراث، أمس، خلال نزوله ضيفا على التلفزيون الجزائري، أن الوباء فعلا تم تطويقه إلى حد ما، لكن الخطر الأكبر حاليا يكمن في الأشخاص الذين يحملون الداء في أجسادهم دون أن تظهر عليهم الأعراض، وهو ما قد يساهم في انتشار المرض بشكل أكبر في حال جهل المصابين والمحيطين بهم، وطالب بضرورة أخذ الحيطة والحذر والتوجه إلى أقرب مركز صحي في حالة الاشتباه بحمل جرثوم الكوليرا. وعاد مدير معهد باستور، ليؤكد سلامة مياه الحنفيات والمنتجات الفلاحية من الوباء، لكنه حذر من استهلاك مياه المنابع للخواص، إذ أبانت التحاليل عن عدم صلاحية بعضها، وحملها لفيروسات يمكن أن تتسبب في مرض المواطنين.. ومن جهتها أفادت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أمس، أنه تم تسجيل انخفاض محسوس في الحالات المشتبه إصابتها بوباء الكوليرا، وحسب بيان صادر عنها، فإن الحالات المشتبه فيها التي تم استشفاؤها خلال أربعة أيام الأخيرة انخفض بمعدل 6 حالات يوميا. وأضاف البيان أن الوباء محصور فقط على مستوى ولاية البليدة، وفرق الصحة تبقى مجندة في الميدان إلى غاية تحديد مصدر الوباء، كما أن نظام اليقظة والتأهب الذي أقرته الوزارة يبقى ساري المفعول إلى غاية القضاء نهائيا على الوباء.