يفصل رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة، الأحد ،في مصيره على رأس الهيئة التشريعية وهذا بعد تداول أنباء عن استقالته، التي تتزامن مع مواصلة المجموعات البرلمانية المحسوبة على الموالاة جمع التوقيعات لدفعه إلى الاستقالة، بعد رفع الغطاء السياسي عنه من قبل حزبه لأسباب غير معروفة. يبدو أن ساعات رئيس المجلس الشعبي الوطني بمنصبه أصبحت معدودة بعد الحديث عن فصل الجهات العليا في أمره، إلا أن هذا الأخير لا يزال متمسكا بأن قرار استقالته سوف يتخذ في اجتماع مكتب المجلس، الأحد ، حيث سيطلع على العريضة الموقعة من طرف نواب الأغلبية، خاصة أن النظام الداخلي للمجلس لا يتيح لنواب البرلمان سحب الثقة منه، فالمادة 10 من النظام تتحدث عن استقالة أو وفاة، لإعلان عن حالة شغور منصب رئيس المجلس، بالمقابل أسر بوحجة لمقربيه أن قرار استقالته في يد الرئاسة هذه الأخيرة – حسبه- هي من عينته وهي من تقيله من منصبه. ورغم تأكيد رئيس المجلس للصحافة، أنه لا يمانع في ترك منصبه شريطة أن تكون هذه الخطوة متبوعة بإجراءات قانونية، إلا أنه أبدى تخوفا من جمع التوقعيات للإطاحة به، لا سيما بعد انضمام نواب التجمع الوطني الديمقراطي لهذا المسعى، بعد تلقيهم حسب مصادر “الشروق” تعليمة من الأمين العام للحزب أحمد أويحيى. وفي سياق متصل، شهدت الغرفة السفلى في الساعات الأخيرة حالة مد وجزر طبعتها سلسلة من الاجتماعات السرية في مبنى زيغود يوسف وخارجها بين رؤساء الكتل البرلمانية المحسوبة على الموالاة وكتلة الأحرار التي اجتمعت لتحديد “مصير” بوحجة، ودفعه لتقديم استقالته، والحجة أن هذا الأخير “يخالف قرارات الرئيس”، ويتخذ “مواقف معادية للحزب” في إشارة منهم لقضية إقالة الأمين العام للمجلس بشير سليماني. ورجحت مصادر مقربة ل”الشروق”، أن رئيس الكتلة البرلمانية للأفلان معاذ بوشارب، ووزير العلاقات مع البرلمان محجوب بدة كانا وراء الحملة في محاولة لتأطير المطالبة برحيله بعد أن تجاوزت قائمة جمع التوقيعات 360 توقيع بعدما سبق للأمين العام للأفلان جمال ولد عباس أن أكد أن “اللي يفوت الخط الأحمر في البرلمان ليس منا”، في إشارة لرئيس المجلس السعيد بوحجة. وحسب المصدر، فإن جهات عليا اتصلت برؤساء أحزاب جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي، تجمع أمل الجزائر والحركة الشعبية الجزائرية، لحث نوابهم، بالإضافة إلى كتلة الأحرارعلى تحضير عريضة سحب الثقة من رئيس المجلس الشعبي الوطني. وأسرّ المصدر أن بوحجة، تمسك بعدم الاستقالة وأكد لمقربيه تريثه في اتخاذ القرار، ومعلوم أن رئيس المجلس الشعبي الوطني كان قد أكد في الجلسة المخصصة للرد على الأسئلة الشفوية بقاءه على رأس البرلمان، مضيفا أن قضية سحب الثقة لم تدرج في جدول أعمال الغرفة السفلى. السعيد بوحجة ل”الشروق”: مستعدّ للاستقالة بشروط علق رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة، على الحديث المتداول حول تقديمه لاستقالته بالقول: “لا توجد استقالة ولا أرى أي مانع في التداول على المسؤولية شريطة أن تكون وفق إجراءات شرعية وقانونية”. وأضاف بوحجة، في تصريح ل”الشروق” الجمعة معلقا على عملية جمع التوقيعات لدفعه إلى الرحيل، قال: “ما يثار عن استقالتي هو مخالف لما هو متبع من قبل هؤلاء من إجراءات لا تمت بصلة لما تنص عليه قوانين الجمهورية”.