أنهى الأربعاء أكثر من 30 شابا بطالا إحتجاجهم قرب طريق الوزن الثقيل المؤدي إلى حاسي مسعود غير بعيد عن حي "بوذراع" ببلدية الرويسات 05 كلم عن عاصمة الولاية ورڤلة، حيث تم الإفراج عن زهاء 50 مركبة تابعة لشركات وطنية وأجنبية كانت محتجزة لأكثر من أسبوعين بموقع الاحتجاج، مما كبّد المؤسسات خسائر مادية معتبرة تقدّر بالملايير. تنفست العديد من المؤسسات النفطية العاملة بحقول النفط بحاسي مسعود الصعداء عقب إخلاء سبيل مركباتها التي كانت محتجزة من قبل محتجين بطالين عبر المسلك المذكور، الذي ظلّ مغلقا أمام حركة المرور، مما أثار امتعاض المؤسسات البترولية نفسها، التي اشتكت من تضرر مصالحها، وجاء تعليق البطالين لاحتجاجهم بعد وساطة قام بها البرلماني "محمد الداوي" لإقناع هؤلاء بالعدول عن موقفهم، وهي الخطوة التي كللّت بالنجاح في غياب مسؤولي ملف التشغيل، الأمر الذي أثار عدة إستفهامات، سيما وأن القضية المطروحة أخذت أبعادا خطيرة، كونها أضرّت بالاقتصاد الوطني، علما أن المحتجين لوّحوا بالعودة للتصعيد في حال عدم تلبية مطلبهم. وأوضح البرلماني المذكور في اتصال ب "الشروق" أنه من غير المعقول أن تبقى مصالح الأمن في كل مرة تحاور البطالين، وتحاول إقناعهم بالتعقل وضبط النفس، وبالمقابل يرفض مسؤولو هذا الملف النزول إلى الميدان والاستماع إلى انشغالات "الشومارة"، وأشار ذات المتحدث إلى أن الشركات التي احتجزت مركباتها اتصلت به للتوسط لدى المحتجين لتحرير سياراتهم، نظرا لحجم الخسائر التي ترتبت عن منع وصول المعدات للورشات. ومعلوم أن الحركة الاحتجاجية أتت في أعقاب ما وصفه البطالون بعدم وفاء مدير وكالة التشغيل الجهوية بوعوده المدرجة في محضر اجتماع سابق تضمن تعهد ذات المسؤول بتوظيف البطالين المعتصمين منهم 10 بشركة "أوناجيو" والبقية بمؤسسات أخرى في أجل أقصاه الشهر ونصف، غير أن ذلك لم يتم حسب تصريح عدد من هؤلاء للشروق، وهي القطرة التي أفاضت الكأس، وعجّلت بقطعهم طريق حيوي تستعمله معظم المؤسسات المتجهة والقادمة من عاصمة الذهب الأسود لنقل الآلات والمعدات التي تستخدم في الصناعة النفطية، مع العلم أن من بين المركبات التي كانت محتجزة بعين المكان 04 سيارات تابعة لمؤسسة "كوسيدار" ومركبتين للشركة الأمريكية "وذر فورد" إلى جانب سيارات أخرى ملك لمؤسسات نفطية عاملة بحاسي مسعود. تجدر الإشارة إلى أن الشباب المحتج بذات المنطقة، سبق له وأن عمد إلى نفس الأسلوب، تعبيرا عن سخطه مما أسماه التلاعب بمصيره ومنحه وعود غير مجدية، رافضين الإفراج عن أية مركبة إلى غاية تلبية مطلبهم الذي وصفوه بالمشروع، رافضين مغادرة المكان وإنهاء الوضع المتشنج.