اتهمت إيران اليوم الجمعة الولاياتالمتحدة بممارسة الإرهاب في العراق ودانت "المعايير المزدوجة" التي تميز بين "ارهابيين جيدين وإرهابيين سيئين" وطالبت واشنطن بوضع خطة للانسحاب من العراق. قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في كلمة افتتاحية لاجتماع دول الجوار العراقي الموسع في شرم الشيخ "إننا نأسف للمعايير المزدوجة بشان الإرهاب والتمييز بين ارهاربيين جيدين وارها ربيين سيئين"، وأضاف متكي "أن خلق ملاذ آمن لهؤلاء الإرهابيين الذين يحاولون تحويل الأراضي العراقية إلى قاعدة لمهاجمة جيران العراق يجب أن يكون محل إدانة,.. إننا نعتقد انه ينبغي مساعدة الحكومة العراقية على تجنب مثل هذه السابقة الخطيرة في المنطقة من خلال اتخاذ أعمال حازمة في هذا الخصوص". في هذا الإطار أكد متحدث رسمي باسم الوفد الإيراني أن متكي "كان يشير إلى الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الولاياتالمتحدة في العراق, فالقيام باعتقال خمسة إيرانيين في مدينة اربيل, هو عمل إرهابي يستحق الإدانة", كون أن المعتقلين ديبلوماسيين, في حين تؤكد الولاياتالمتحدة على أنهم أعضاء في أجهزة الاستخبارات الإيرانية. وقال الوزير الإيراني "إننا نواجه دائرة مفرغة في العراق فالإرهابيون يزعمون أنهم يحاربون قوات الاحتلال في حين يبرر المحتلون وجودهم بذريعة الحرب على الإرهاب وهذا المحور "الإرهاب – الاحتلال" هو أصل كل المشكلة, ولا يجب أن يكون هناك شك في أن الأعمال الإرهابية في العراق تنبع من الرؤى الخاطئة التي تبنتها القوات الأجنبية,.. لهذا فان أصل الأزمة يكمن في استمرار الاحتلال". وأكد انه يتعين على الولاياتالمتحدة تحمل مسؤولياتها الناجمة عن احتلال العراق, ولا يجب أن تضع اللوم على الآخرين, في محاولة غير مسؤولة للإفلات من هذه المسؤوليات", وشدد على انه "يجب على الولاياتالمتحدة أن تقدم خطتها للانسحاب, من اجل السماح بعودة السلام والاستقرار", ودعا إلى "دعم إقليمي ودولي لحكومة نوري المالكي" وهب الحكومة التي يسيطر عليها الائتلاف الشيعي. من جهته قال الناطق باسم الحكومة العراقية, على الدباغ ردا على سؤال حول دعوة متكي لجدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية, "أن سيادة العراق أمر يقرره العراقيون ولا يقرره الآخرون, ونحن نعرف ما نريد" مضيفا من أن "الكتل السياسية العراقية تتناقش, ومجلس النواب يتناقش, ويقرر ما يريده العراقيون", في رد على المقترح الإيراني, وفي إشارة إلى رفض التدخل في الشؤون العراقية. حق إيران النووي غير قابل للتفاوض من جهته رفض الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أي تفاوض على حق إيران في الطاقة النووية وتعهد بالا يتزحزح "قيد أنملة" في المواجهة الجارية بين بلاده والغرب، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. وقال نجاد خلال جولة في رفسنجان في محافظة كرمان (جنوب) أن "الأمة الإيرانية لن تتفاوض مع احد حول حقوقها الثابتة ولن تتراجع قيد أنملة، ولو للحظة واحدة، عن حقوقها المشروعة", وأضاف "نرحب بالمفاوضات النزيهة ولكن من غير المسموح لأحد أن يجلس إلى الطاولة للتفاوض حول حقوق الإيرانيين". ويأتي هذا التصريح بعد استئناف المحادثات بين الاتحاد الأوروبي وطهران لإيجاد حل للازمة النووية الإيرانية, حيث يتخوف الغرب من أن تكون طهران بصدد تطوير سلاح ذري تحت ستار برنامجها النووي السلمي. أف ب/ حسين زبيري