كشف وزير الخارجية الأسبق والدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي، ضيف شرف الطبعة الأولى للملتقى الوطني "دور وسائل الإعلام في تكريس قيم العيش معا" بجامعة مستغانم، أن فضاءات فض النزاعات والحروب فضلا عن الدفاع عن حقوق الشعوب المضطهدة، تقلصت بشكل كبير في السنوات الأخيرة على خلفية بروز قطبية أحادية تهيمن على صناعة القرار الدولي ممثلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية مباشرة بعد زوال الحرب الباردة. وأشاد الإبراهيمي بالدور الذي لعبته منظمة دول عدم الانحياز سنوات الستينيات والسبعينيات كقوة ضغط على مستوى جمعية الأممالمتحدة في مجال الدفاع عن الشعوب على غرار الميز العنصري وتدويل للقضية الفلسطينية، حيث دعا العالم اليوم، خاصة دول العالم الثالث بالعودة إلى تبني أطروحات مؤتمر بان دونغ وبلغراد ومنظمة دول عدم الانحياز. كما أعرب الوسيط الأممي السابق لدى الأممالمتحدة الجزائري، الأخضر الإبراهيمي عن أسفه الشديد من اتساع رقعة النزاعات والحروب في الوطن العربي، في الوقت الذي تشهد فيه الجامعة العربية شللا تاما في مجال اتخاذ أي قرار بشأن مصير ملايين الشعوب في البلدان العربية التي تعاني أزمات إنسانية، حيث لم يعد يوجد ولا كيان عربي ولا إسلامي يمكنه التدخل لإطفاء نار الفتنة والطائفية، حتى مجلس التعاون الخليجي توقف نشاطه ولم يعد له أثر. وأكد الإبراهيمي أن غياب التضامن في الصف العربي، أضعف الدول، كما ساهم في تغييرات جيوستراتيجية على مستوى المنطقة قاطبة، حيث لم يعد هناك مغرب عربي بالمفهوم التقليدي، كما لم نعد نسمع عن منطقة عربية، بل انصهر الجميع في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا على خلفية بروز قوى إقليمية جديدة على غرار تركيا وإيران، وظل اختلال موازين القوة، ودعا الإبراهيمي الصحفيين والإعلاميين إلى ضرورة الابتعاد عن السقوط في فخ الدور السلبي، حيث يمكن للإعلام أن يتحول إلى أداة لزرع الخلافات والفتنة، حيث عرج على الأزمة السورية التي عمرت لسنوات بعد ما تحالفت جميع القوى ضد الشعب السوري، بداية بنظام بشار الأسد، والمعارضة والدول الحليفة.