مع قرب انعقاد الدورة العادية للمجلس الشوري الوطني لحركة مجتمع السلم المرتقبة بالجزائر العاصمة نهاية الأسبوع الجاري، تقترب قيادة الحركة من ساعة الحسم في قضية الوزير عمر غول الذي يقود ثاني اكبر عملية انشقاق محتملة وسط انتقادات داخلية جعلته يرفض الخروج عن صمته وقول كلمته الفصل في شائعات تأسيسه حزبا جديدا على أنقاض "حمس". ينعقد مجلس شورى حركة مجتمع السلم في دورته العادية أيام 26، 27 و28 جويلية 2012 بفندق الرؤوف ببلدية سطاوالي بالجزائر العاصمة لمناقشة العديد من القضايا السياسية والتنظيمية وفي صدارتها تقييم موقف الحركة القاضي بالانسحاب من الحكومة ومقاطعة هياكل المجلس الشعبي الوطني الجديد، وتداعيات القرار الذي لقي رفض وزراء الحزب وأدى بالوزير عمار غول لإبداء نية الانشقاق وتأسيس حزب جديد. وقالت مصادر من حركة مجتمع السلم ل "الشروق أون لاين" الاثنين أن رئيس المجلس الشوري الوطني عبد الرحمن سعيدي وجه دعوة الحضور لعمر غول، إلا أن الأخير لم يؤكد إلى غاية اللحظة حضوره الاجتماع من عدم ذلك، لكن مصادر توقعت عدم حضوره واكتفائه بتكليف موالين له بالحضور وإبلاغه بالقرارات والإجراءات المتخذة بخصوص وضعيته التنظيمية في الحزب. وقالت مصادر من مجموعة نواب تكتل الجزائر الخضراء بولاية الجزائر العاصمة أن متصدر القائمة عمر غول مصر على المشاركة في الحكومة، وأكدت عزمه على تأسيس حزب جديد إذا لم يسمح له المشاركة في الحكومة باسم الحزب، وأوضحت المصادر أن غول يراهن في تأسيس حزبه "المزعوم" على إطارات من حركة مجتمع السلم ولا وجودة لأية اتصالات بينه وبين حركتي "الإصلاح" و"النهضة" المترشحين معه في قائمة التكتل الأخضر بالعاصمة. وقبيل انعقاد دورة المجلس الشوري الحاسم لجدل الانشقاقات داخل حركة أبوجرة سلطاني، يلقى عمر غول حملة انتقادات واسعة من طرف مناضلي الحركة اللذين يعتبرون في تعليقاتهم على موقع الحزب على شبكة الأنترنت "خروج غول بحزب جديد" ضرب لوحدة صف الحركة التي أسسها الشيخ الراحل محفوظ نحناح". وجاء في تعليقات البعض على الموقع "لقد آلمنا ما أطلعتنا به الصحف على أن الأخ الوزير المحترم الذي نكن له تقديرا كبيرا يريد إنشاء حزب سياسي وبالتالي يزيد من انشقاق أبناء الحركة عن حركتهم التي أسسها الشيخ محفوظ نحناح، رحمات ربي عليه، كنا ولازلنا ننتظر أن يطل علينا غول نافيا ذلك وليعلم بأنه لولا الحركة التي صنعت منه رجلا وقياديا ملهما لبقي نكرة بدونها فا ليتق الله في حركتنا". وقال تعلق آخر مخاطبا قيادة الحركة"أعانكم الله ونحن مع الحركة المؤسسة ولسنا مع الأشخاص وتحية خاصة للشيخ أبو جرة وكان الله في عونه لمجابهة ضريبة استقلال القرار، وبعدا لسلطة فاشلة تحارب المخلصين والنزهاء وتطلق يد الفاسدين والفاشلين، فمن لا يخلص للوطن ويخدم المواطن فهو خائن ويجب إدانته". وبينما حملة تنديد مناضلي "حمس" تتسع على الموقع الرسمي للحركة، يتلقى غول على صفحته ب "فيسبوك" تفاعل مؤيدي فكرة الحزب الجديد.