افتتح رئيس جمعية العلماء المسلمين عبد الرزاق قسوم، الخميس، الجمعية العامة الخامسة بمركز الراحة العائلي لتعاضدية عمال البناء بزرالدة، حيث وصف خطابه بخطبة الوداع قائلا "لعله لا يلقاهم بعد هذا العام"، موضحا في لقاء خاص مع الصحافة أنه لن يترشح لعهدة أخرى ولا علم له بمن سيترشح لهذا المنصب اليوم. وذكر قسوم بحصاد سنوات إدارته في الجمعية بعد تسلمه المنصب خلفا للشيخ عبد الرحمان شيبان بعد وفاته فعمل على تعميق المعاني النبيلة للجمعية بتثبيت بنود مناهجها والتمكين لإشعاع خطابها، وذلك بفتح مدارس ومعاهد في كل الولايات والبلديات. مبديا استعداده لتقديم تفاصيل وإحصائيات أنشطة الجمعية لإخضاعها للمحاسبة وكشف عن انعقاد ملتقى وطني دولي ببجاية بعد ملتقيات العاصمة وبرج بوعريرج وتلمسان، إضافة إلى الحملات التوعوية حول العنف في الملاعب ومحاربة القول الفاحش في المحيط. ورغم أن الجمعية غير محزبة أو مسيسة غير أنها تتواصل مع جميع فئات الشعب خاصة الشباب من خلال مجلاتها وموقعها عبر التواصل الاجتماعي الفايسبوك.. وعبر قسوم عن استيائه من عدم امتلاك الجمعية مقرا لائقا رغم تقديمها أملاكا وقفية كثيرة للدولة، وقد طلب من جميع مستويات الدولة بدءا من البلدية وانتهاء بالرئاسة إعادة أملاكهم الوقفية. غير أنه إلى يومنا لم يتم الرد عليهم، فضلا عن عدم منح الدولة لهم ميزانية أسوة بباقي الهيئات. وذكر أن الجمعية تصدت لقضية العامية بدل الفصحى، على غرار حذف البسملة، قضية النقاب والمساواة بين الجنسين في الميراث بالإضافة إلى قضية الأمازيغية موضحا أن شعبنا لديه ما هو أهم من هذه الملفات، وطلب من خلال خطابة ضرورة العناية بالأمازيغية لأنها من مكونات هويتنا وشخصيتها وعلينا تخليصها من الباحثين الأجانب وتوحيد لهجاتها من الأكاديميين وكتابتها بالحرف العربي الذي يوحد كل الجزائريين. هذا وساهم علماء الجمعية في الملتقيات الدولية في تشخيص الداء ووصف الدواء ببذل الوساطة في جمع وفود من علماء الأمة للمصالحة بين إخوتنا العرب المتنازعين. وجهزت الجمعية قوافل إغاثة إلى غزة والروهينغيا والصحراويين في مخيمات تندوف. وفي لقاء خاص ب"الشروق" أكد الناطق الرسمي باسم المؤتمر ونائب رئيس الجمعية بن يونس آيت سالم على مواصلة الدرب بقوة أكبر ونفس قوي من أجل تحقيق ما يدل عليه شعار المؤتمر إعلاء للبناء وتأصيل للأداء مشيرا إلى دليل نجاح الجلسة الافتتاحية الحضور المتنوع من وزراء ورؤساء حكومات أمثال بن فليس وبن بيتور وكذا رؤساء أحزاب كمقري وجاب الله وممثلي وزارتي المجاهدين والاتصال ونقابات عمال التربية والأئمة بالإضافة إلى نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني كما حضر مجاهدون وتلاميذ الشيخ ابن باديس.. وقال المتحدث إن الاهتمام بالجمعية يؤكد الرغبة الجامحة في الارتقاء بها. وركز الأستاذ السعيد معول إطار بوزارة الشؤون الدينية نيابة عن ضيوف المؤتمر خلال مداخلته على رفض تمزيق وحدتنا باسم الأمازيغية أو باسم الأحزاب السياسية أو الديمقراطية، لأننا كلنا حزب واحد ضد الفقر، الجهل، المرض، التشتت والضعف وكل ما يزري بكرامة الإنسان. موضحا أن الجزائر وقف لجميع الجزائريين لا يسمح شعبها بحقه فيها والوقوف أمام الأمواج العاتية التي تأتي من كل الجهات لحمايتها. وأكد نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني المكلف بالإدارة موساوجة محمد سند المجلس للجمعية متمنيا النجاح لأشغال الجمعية الخامسة. وحسب أصداء الجلسة الافتتاحية قد يتم تجديد عهدة جديدة للأستاذ عبد الرزاق قسوم.