أصدرت محكمة الجنايات ببسكرة، فجر ثلاثاء الفاتح من جانفي، في أول نطق بحكم في السنة الجديدة، أحكاما بالإعدام ضد الجاني الرئيسي وأربعة من أفراد عائلته، فيما أدين اثنان آخران من نفس العائلة بالمؤبد في قضية قتل وتقطيع الطالبة الجامعية "حفيظة. ص" الملقبة باسم عبير، والتي ذهبت ضحية جريمة شنعاء اهتز لها الرأي العام بولاية بسكرة والجزائر عامة، مطلع شهر فيفري الماضي بسبب فظاعة تلك الجريمة التي لم يتم فيها الاكتفاء بالقتل بطريقة إجرامية فظيعة بل التنكيل والتقطيع والتخلص من الجثة برميها في أكياس متفرقة. هذه المحاكمة التي دامت 16 ساعة كاملة جرت في أجواء صادمة جدا لهول الاعترافات التي أدلى بها الجاني الرئيس الذي كشف بالتفصيل وقائع جريمته النكراء، موضحا كيف استدرج الضحية بالقوة إلى داخل مسكنه بعد عودتها من الجامعة، وكيف قام بخنقها لكتم صوتها ثم طعنها بما يقارب 50 طعنة خنجر، في جميع أنحاء جسمها قبل أن يقوم بكل برودة أعصاب بتقطيعها بواسطة منشار يدوي ويوزع أشلاءها على أربعة أكياس ويتخلص منها برميها في أنحاء متفرقة بعدة أحياء ببسكرة قبل أن يتم اكتشاف هذه الأشلاء وتتكشف معها هذه الجريمة النكراء في اليومين المواليين. هذه الاعترافات الفظيعة، قال الجاني إنه استعان بأفلام الرعب والمافيا لتطبيقها على ضحيته صاحبة 23 ربيعا والتي كان ذنبها الوحيد حسب اعترافات الجاني أنها رفضت طلبه للزواج. وخلال نفس المحاكمة المراطونية حاول الجاني الرئيس إبعاد تهمة المشاركة في الجريمة عن أفراد عائلته، مؤكدا أنه قام بالجريمة بمفرده لكن الوقائع والأدلة التي تم الاستناد إليها طوال مجريات التحقيق وخلال المحاكمة جعلت النيابة العامة تطلب الحكم بالإعدام ضد جميع أفراد هذه العائلة المتورطة في الجريمة وعددهم سبعة، لتنطق المحكمة في الأخير وفي ساعات الفجر الأولى من هذا الفاتح جانفي 2019 بالإعدام ضد الجاني الرئيس 34 سنة، وهو الابن الأكبر لهذه العائلة والإعدام أيضا لوالدته وأخيه واثنين من أخواته فيما صدر حكم بالمؤبد ضد أخته وأخيه المتبقين، علما أن مجريات المحاكمة جرت أيضا بحضور عائلة الضحية التي لم تتمالك نفسها وبخاصة الأم أثناء سرد وقائع الجريمة حيث لوحظ على الأم وهي تتقطع أكبادها وتذرف دموع الحرقة والألم على ابنتها التي قتلت ونكل بجثتها غدرا من قبل جار، وعائلة كانت تعتقد أنهم سيكونون أول من سيحمي هذه البنت ويدافع عنها بحكم العيش والملح، وليس التربص بها وقتلها والتنكيل بجثتها كما قالت. للإشارة، فإن الجريمة الشنعاء التي ذهبت ضحيتها الضحية الطالبة الجامعية عبير، تعود إلى مطلع شهر فيفري 2018 أين تم اكتشاف الجريمة بحي العاليا بعاصمة الولاية بسكرة بعد العثور على الجثة مقطعة ومرمية في أكياس بعدة أحياء. وبعد انطلاق التحقيقات والتحريات مباشرة تم في ظرف قياسي تحديد هوية الجاني وتوقيفه رفقة أفراد عائلته الستة. كما تجدر الإشارة إلى أن الشارع البسكري وبخاصة بحي العالية قد انتفض في شكل احتجاجات سلمية عارمة بعد سماع خبر هذه الجريمة الشنعاء وقد طالب الجميع حينها بالإعدام والقصاص في حق الجناة.