سقطت المشاركة الجزائرية في الألعاب الأولمبية بلندن 2012، في مستنقع الفشل على كل المستويات، رغم توقعات بعض الفنيين بالحصول على ميداليات برونزية على الأقل، لاسيما أن الوفد الجزائري يضم رياضيين على أعلى مستوى، في الجيدو، والملاكمة، التي مثلت الجزائر بثمانية رياضيين. كرست الرياضة الجزائرية سياسة الفشل بامتياز بعد ما تبنت منطقا غريبا، وهو تصريح المسؤولين بعد كل منافسة عالمية، بأنها فقط محطة تحضيرية للمنافسات القادمة، ووصل الأمر بهم، إلى حد اعتبار أن المشاركة في منافسة كبيرة بحجم الألعاب الأولمبية، لم تكن سوى للتحضير للألعاب القادمة، في خرجة تكشف مدى تعفن جسد الرياضة الجزائرية، بعد ما أصبحت الجزائر البلد الوحيد الذي يشارك في الأولمبياد للاستعداد للألعاب الأولمبية المقبلة، بالرغم من أن الدول التي تتربع على عرش الرياضة العالمية تتبنى طرقا عصرية ومنهجية مدروسة في تكوين الرياضيين وصقل مواهبهم، قبل أن تجسد التفوق خلال المحافل الكبيرة لقطف نتائج العمل. وفيما حقق العداء توفيق مخلوفي الاستثناء، عقب فوزه بذهبية سباق 1500 متر، إذ أبهر جميع المتتبعين والمختصين، بقدرته الكبيرة على إنهاء السباق بوتيرة عالية أعجزت أبرز منافسيه عن اللحاق به، كانت نتائج كل الملاكمين الجزائريين مخالفة لتوقعات المدرب الوطني، عز الدين عقون، الذي تنبأ بحصد ميدالية واحدة على الأقل، فلم يفلح الملاكم بن شبلة الذي كان أبرز المرشحين للصعود على منصة التتويج من فئة 81 كلغ، من تجاوز عتبة الدور ربع النهائي. وسبقه في نفس الدور زميله محمد أمين وضاحي، في وزن 56 كلغ، علما بأن كلا الملاكمين تحججا بسوء التحكيم. ولم تخل المشاركة الجزائرية من الفضائح قبل أو أثناء الألعاب، إذ أقرت لاعبتان من منتخب الطائرة بسرقتهما لأغراض رياضية بقيمة 170 أورو، قبل يومين من عودة المنتخب من تربص فرنسا. وكان لذلك الأثر السلبي على المجموعة، حيث أقصيت اللاعبتان، وعاد المنتخب الجزائري خالي الوفاض، بخمسة هزائم متتالية في الدور الأول من الأولمبياد. واتهمت بعض وسائل الإعلام البريطانية، ثلاثة ملاكمين جزائريين، بسرقة دراجات هوائية، كانت للبعثة السويدية، ولكن مسؤول البعثة الجزائرية فند الخبر، مؤكدا بأن اللجنة الأولمبية الدولية وضعت عددا كبيرا من الدراجات تحت تصرف الرياضيين المقيمين بالقريبة الأولمبية. ولئن لم تكن نية الرياضيين الثلاثة السرقة، فإنهم ألبسوا أنفسهم التهمة، لأن الدراجات وجدت بغرفهم، وليس بالمستودع الخاص بها أو أمام مقر إقامتهم على الأقل. صورية حداد .. الخيبة الكبرى وكانت آمال كل الجزائريين معلقة على المصارعة صورية حداد، صاحبة برونزية ألعاب بيكين 2008، ولكنها خيبت الجميع، بإقصائها من الدور الأول، ولكن ليس بسبب قوة منافستها الرومانية، وإنما لارتكابها خطأ فادحا دفعت ثمنه غاليا. وانهارت صورية حداد، بعد ذلك، وتضاربت الأنباء حول إمكانية اعتزالها نهائيا عقب الأولمبياد، قبل أن تضيف المزيد من الشكوك بعد أن أعلنت بأنها ستفكر كثيرا قبل اتخاذ القرار النهائي. وأما البطلة الإفريقية، صونية عسلة لم تحقق المفاجأة، وأقصيت من الدور الأول، على يد مصارعة من بريطانيا العظمى. مشاركة شكلية للرماية، الدراجات والتجديف والتايكواندو حتى إن كان بعض الرياضيين قد تنقلوا إلى لندن، بنية الصعود الى منصة التتويج رغم نقص التحضير والإمكانيات، إلا أن البعض منهم اكتفى بالمشاركة من أجل المشاركة فقط. وخير دليل على ذلك هو الرامي، زياد فاتح في تخصص المسدس المضغوط 10 أمتار، الذي احتل المرتبة ال43 من أصل 44 مشاركا في المنافسة. ونفس الشيء في رياضة التجديف، إذ جاءت الجزائرية أمينة روبة في اختصاص فردي، في المركز الثاني عن المجموعة الأخيرة و94 في الترتيب العام. ولم يتمكن الدراج عز الدين لعقاب من مواكبة النسق العالي، ولم ينهي سباق 250 كيلومتر، كما كانت أيضا مشاركة اليامين مقداد في رياضية التايكواندو من أجل اكتشاف المستوى العالي فقط. موتو سامي وبيداني يحملان أمل الجزائر في البرازيل! بالرغم من المشاركة السيئة للجزائر في أولمبياد لندن، إلا أن هذا الأخير سمح باكتشاف بعض الرياضيين الواعدين، على غرار المبارزة الواعدة موتو سامي ليا، التي لم يتعد عمرها 14 سنة، والتي كانت ثاني أصغر رياضية تشارك في أولمبياد لندن، وأقصيت من الدور الأول، إضافة إلى الرباع بيداني وليد، الذي سجل أول مشاركة في الأولمبياد ولم يتعد سنة 18 عاما.