ماتزال عمليات بحث مصالح الأمن على الصبي "ياسين" المختفي منذ أسبوع. وماتزال العائلة تتعلق بأي قشة قد تقود إلى العثور عليه رغم جرعات اليأس التي يزيد مفعولها يوما بعد يوم. وتذهب ضحية سيناريو الاتصالات المغالطة التي بدأت تتهافت عليها منذ أن نشر الخبر. تنقلت الشروق إلى منزل بوشلوح الكائن ببرج الكيفان ولمست عن قرب الحالة النفسية السيئة للوالدين والأهل، خاصة بعد أن اهتزت بداية الأسبوع على وقع خبر العثور على جثة مذبوحة أكدت بعض المصادر أنها للإبن المختفي منذ الأربعاء "ياسين" ليتبين أن الخبر مجرد شائعة تناقلها الشارع العاصمي بدافع الشفقة على العائلة التي أصبح ألمها مضاعفا في ظل لامسؤولية بعض المواطنين الذين لم يأخذوا معاناة الأسرة على محمل الجد وراحوا يتصلون بالأرقام التي وضعت لتسهيل مهمة إيجاده. وأكدت مصالح الأمن لبرج الكيفان والدار البيضاء أن الخبر لا أساس له من الصحة والمعطيات لاتزال غامضة. هذا واستنكرت عائلة بوشلوح جملة الاتصالات الهاتفية التي لم تتوقف منذ الإعلان عن اختفاء ياسين والتي جعلت من مأساتها لعبة للتسلية، حيث راح اغلب المتصلين إلى التأكيد على أن الطفل لديهم ومستعدون لإرجاعه مع إعطاء المكان و الزمان، ليكتشف الأهل بعد تنقلهم أن الأمر مجرد كذبة وتضليل، منهم من أغلق الهاتف بعد اتصاله مباشرة، مثل مواطن من عين البنيان الذي ادعى رؤيته للطفل وأبدى استعداده للمساعدة في سبيل أن يرجع إلى حضن والديه، ثم اتضح أن الرقم لم يعد في الخدمة. وراح آخر ممن يتمتعون بخيال واسع إلى نسج سيناريو فيلم بوليسي، حيث اتصل بالخال وأخبره أن الطفل عندهم في مركز الشرطة، منتحلا صفة شرطي ونصحه بالتكتم على الخبر، وكان حسب الخال يتحدث بحكمة ورجاحة عقل وثقة جعلته يصدقه، وقصد في اليوم التالي المركز لتسلم الطفل فاكتشف أن القصة هي إحدى قصص التمويه التي بدأت تتهاطل منذ اختفى ياسين، وأن المتصل ليس شرطيا والرقم لهاتف عمومي. ولعل آخر خيط علقت عليه آمالا كبيرة كان اتصال من مواطن قال انه من ولاية سكيكدة وأن "ياسين" برفقته منذ أن وجده بأحد المقاهي، وأكد انه ركب الحافلة باتجاه العاصمة، عمت الفرحة "النسبية" المكان لتخيب الآمال بعد بضع ساعات، لأن الذي حلف بأغلظ الإيمان في الحقيقة كان احد المستهترين بآلام الآخرين ممن مات ضميرهم، فراحوا يتلذذون بأحزان أم فقدت فلذة كبدها، لا تنام الليل وهي تترقب خبرا أكيدا من شأنه أن يفصل في حيرتها، وحزن عميق يسكن نفوس الأهل والجيران، "فاتقوا الله في عائلة ياسين" يردد الخال شاكرا في نفس الوقت أولئك الذين لم تثنهم مشاغل الحياة وهمومها عن مقاسمة الآخرين مصائبهم والاستفسار عن المستجدات والمواساة بالكلمة الطيبة وهو دليل آخر على أن ما يحدث في المجتمع الجزائري ظاهرة صحية. وتجدر الإشارة إلى أن العائلة ناشدت أمس عبر الحصة التلفزيونية "وكل شيء ممكن" كل من يملك معلومة من شأنها أن تسهل مهمة العثور عليه. آسيا شلابي