ما حدث في مباراة الإسماعيلي أمام النادي الإفريقي في الجولة الثانية من دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا، من أمطار الحجارة والقارورات التي تهاطلت على الملعب وجعلت الحكم الكاميروني يوقف المباراة، يؤكد بأن مرض الكرة الإفريقية صار في الشمال وليس في الجنوب كما كان سابقا، ولم يعد للعنف مكانا في القارة السمراء إذا تعلق الأمر بأدغال القارة أو الساحل، حيث يخسر الفريق المحلي ولا تحدث أية مناوشات. وقد تمكنت فرق جزائرية من الفوز وعادت إلى أرض الوطن من دون أي إشكال، بينما صار الفوز في شمال القارة خارج الميدان أشبه بالمجازفة وتعريض النفس للخطر، كما حدث سهرة الجمعة عندما رفض جمهور الإسماعيلي الخسارة أمام النادي الإفريقي، وبالرغم من أن زمن المباراة لم ينقض، إلا أن جمهور الإسماعيلي لم يترك فريقه الذي كان يسيطر على مجريات المباراة يكمل مغامرته الإفريقية، وهو مهدد بالتوقيف عن المنافسة كما حدث لوفاق سطيف منذ ثلاث سنوات. جمهور الإسماعيلي الغائب عن رابطة أبطال إفريقيا لعدة سنوات، اتهم الحكم الكاميروني بالتحيز لصالح الإفريقي، عندما منح منافسهم ضربتي جزاء كانت إحداها إثر سقوط لاعب الإفريقي خارج منطقة العمليات، وتغاضى عن لمسة يد من مدافع تونسي في منطقة العمليات في الشوط الثاني، وهو ما حول الجمهور المحلي إلى أطفال حجارة، أمطروا الملعب بالمقذوفات التي لم تتوقف على مدار أكثر من ربع ساعة، ثم قرر الحكم توقيف المباراة، وكان قد استأنف الشوط الثاني بعد الراحة بتأخير لمدة قاربت الربع ساعة بسبب المقذوفات، ليُفسد الجمهور المباراة، ويُفسد على فريقه المغامرة وأكثر من ذلك يؤكد المرض الذي تعانيه الكرة المصرية، ويجعل الخوف من مصير كأس أمم إفريقيا القادمة في محله، لأن السؤال المطروح هو ماذا لو خسرت مصر إحدى مبارياتها في الكان القادم في ستاد القاهرة الذي يؤم أكثر من مائة ألف متفرج متحمس، وماذا لو خسرت البطولة؟ والأمر لا يخص الفرق المصرية في شمال القارة فقط وإنما كل البلدان العربية، فمنذ ثلاث سنوات، أفسد أنصار وفاق سطيف مباراة فريقهم أمام بطل جنوب إفريقيا، عندما كان الوفاق منهزما في الشوط الثاني، إذ امطروا الملعب بالمقذوفات ولم يصبروا على فريقهم الذي كان قبل تلك المواجهة بسنتين بطلا للقارة السمراء وشارك في مونديال الأندية في المغرب، وبدلا من منح اللاعبين فرصة رد الفعل أفسدوا العرس، وجاء قرار الكاف منطقيا، عندما تمت معاقبة الوفاق السطايفي بالإقصاء من المنافسة ومنح كل نقاطه للمنافسين ولعبت مجموعة الوفاق بثلاثة فرق بدل الأربعة في سابقة لم تحدث منذ انطلاق منافسة رابطة أبطال إفريقيا، وقد تتكرر بعد الذي اقترفه أنصار الإسماعيلي في مواجهتهم للنادي الإفريقي، ويكفي القول بأن وفاق سطيف في النسخة الماضية من رابطة أبطال إفريقيا بدأ المنافسة بخسارة بثلاثية كاملة من دون رد أمام مازامبي، ثم خسر على أرضه أمام مولودية الجزائر، ولكن صبر الأنصار أعاد الوفاق للمنافسة وتأهل للدور الثاني وبلغ بعد ذلك الدور النصف النهائي ولم يُقص إلا أمام الأهلي المصري. وحتى أنصار الفرق التونسية أفسدت الكثير من المباريات، وكثيرا ما تتحول مواجهات الأندية التونسية والأندية المصرية إلى مشادات عنيفة بين الأنصار.الدرس الجميل من الأنصار نشاهده في مباريات مازامبي على أرضه حيث لا يوجد أي سياج يفصل أنصار النادي الكونغولي عن أرضية الميدان، وفي اللقاء الأول من دور المجموعات، منح الحكم في الشوط الأول ضربة جزاء للإسماعيلي وطرد حارس مازامبي، ولم يصدر أي رد فعل من الأنصار الذين صبروا إلى غاية الشوط الثاني حيث فاز فريقهم بثنائية بالرغم من النقص العددي، ولم يصبر أنصار الإسماعيلي في مباراتهم الثانية ورفضوا خطأ من الحكم. وعكس مازامبي فإن صورة أنصار شبيبة الساورة في ملعب بشار خلال مباراتهم التاريخية أمام الأهلي كانت بائسة حيث ارتفع السياج إلى ما يشبه السجن، ووجد مخرج المباراة صعوبة في التقاط صور المباراة، وكانت فرحة أنصار الساورة بهدف يحيى الشريف مؤلمة خلف السياج في منظر لا نشاهده في قلب القارة وفي دول إفريقيا الفقيرة. ب.ع