في الوقت الذي لا يزال الجزائريون ينتظرون ترسيم ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، قطعت التسريبات أشواطا بعيدة في الاستعداد لتجسيد العهدة الخامسة، ومنها الدفع ببعض الأسماء التي يمكن أن تقود مديرية الحملة الانتخابية للرئيس المترشح. وكانت مجموعة من الأسماء قد طرحت لإدارة حملة العهدة الخامسة، على رأسها الوزير الأول السابق، عبد المالك سلال، فضلا عن وزير العلاقات مع البرلمان، والقيادي في حزب جبهة التحرير الوطني، محجوب بدة وأسماء أخرى، فيما يبدو أن الأمور قد حسمت خلال الساعات الأخيرة. وفي هذا الصدد، ترجّح التسريبات فرضية تكليف سلال بهذه المهمة، بحكم تجربته الثرية على هذا الصعيد، فقد سبق له أن قاد مديرية الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2004/ 2009 / 2014، وهي المواعيد التي فاز بها الرئيس بوتفليقة كما هو معلوم. ومن بين التسريبات التي تداولتها أوساط على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل واسع في الساعات الأخيرة، هو تكليف سلال بمديرية الحملة الانتخابية، ورئيس حزب الحركة الشعبية، عمارة بن يونس، مكلفا بالإعلام في المديرية، ورئيس ديوان سلال عندما كان وزيرا أولا، محمد كريم رحيل، مسؤولا عن التنظيم بالمديرية. وقد أصبح منزل سلال بإقامة الدولة غرب العاصمة، مزارا للعديد من الشخصيات في الأسابيع الأخيرة. ويعتبر عبد المالك سلال من أبرز الشخصيات التي طبعت فترة حكم الرئيس بوتفليقة، على مدار عقدين من الزمن، فقد شكل متغيرا ثابتا، متنقلا بين العديد من الوزارات المهمة، على غرار وزارة الموارد المائية، التي كانت ميزانية تجهيزها عندما كان سلال على رأسها، أعلى ميزانيات التجهيز بين كل وزارات الدولة الأخرى. وختم تواجده في الحكومة بقيادة الوزارة الأولى في الفترة الممتدة ما بين 2012 و2017، وهي مدة لم يستمر فيها أي رئيس حكومة أو وزير أول آخر، قبله أو بعده، ما يؤشر على ثقل هذا المسؤول في منظور حكم الرئيس بوتفليقة. وبينما كان أويحيى وبلخادم يعانيان الاقصاء والتهميش، بعد إبعاد أول من الوزارة الأولى، ثم من الأمانة العامة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، ثم سحب الثقة من الثاني من الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني، بسبب طموحاتهما السياسية الزائدة وفق بعض الأوساط، كلف أويحيى بالقيام بالزيارات الميدانية إلى الولايات لشرح إنجازات الرئيس، في خطوة اعتبرت تحضيرا للعهدة الرابعة. ويعرف عن سلال حذره الشديد وعدم انخراطه في أي مسعى يمكن أن يجلب له المتاعب، وعادة ما يلعب دور الفتى المطيع لدى الأوساط التي يعمل معها أو لصالحها، وهو العامل الذي مكن هذا المسؤول من التدرج في المسؤوليات، والتكيف مع مختلف المراحل التي مرت بها البلاد، إلى أن وصل إلى ثاني أعلى درجة في الجهاز التنفيذي، بل إنه كان قاب قوسين أو أدنى من اعتلاء سدة قصر المرادية في رئاسيات العام 2014، لولا بعض المعطيات التي لم تلعب حينها لصالحه.