نسيم لكحل:[email protected] أكاد أقسم بأغلظ الأيمان أن القضية الفلسطينية لن يكون لها حل لا في المستقبل القريب ولا في المستقبل البعيد، بل إلى الأبد لولا إيماننا بالوعد القرآني الذي يؤكد أن المسلمين سيقتلون اليهود، ولكن نشعر هذه الأيام بالخجل والحياء من أعداء يتفرجون علينا ونحن نستهلك القوة والجهد في معارك هامشية بين أبناء الملة الواحدة. وفي الوقت الذي كان من المفروض أن تتجمع كل القوة العربية الإسلامية ضد العدو الكبير والعدو الخطير وهو الكيان الصهيوني، اشتغلنا نحن بمعارك هامشية وجانبية تضر أكثر مما تنفع إن كان لها نفع أصلا. فما يحدث بين الجيش اللبناني وعناصر تنظيم فتح الإسلام، وما حدث ويحدث من مواجهات واقتتال داخلي بين حركتي حماس وفتح في فلسطين، وما يحدث كذلك غير بعيد من هناك بين السنة والشيعة في العراق، كل ذلك عبارة عن معارك هامشية سوف لن تزيدنا إلا ضعفا أمام عدو يزداد قوة، وتزيدنا ذلا أمام عدو يزداد عزة، وتزيدنا خيبة وراء خيبة أمام أعداء يعدون العدة جيدا ويعرفون جيدا ماذا يفعلون وماذا سيفعلون في الوقت الذي غرقنا فيه نحن في تصفية بعضنا البعض، كما يحدث الآن في مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني وشلة فتح الإسلام، واشتغلنا في الصراع على كراسي السلطة في بلد لا ينبغي أن يكون فيه صراع من هذا النوع لأنه بلد لا يمكن أن تكون فيه إلا المقاومة وأمّا السلطة بمفهومها الحقيقي فلا يهمنا من يأخذها إلا عندما يقتل المسلمون اليهود، وبعد أن تُطهر هذه الأرض المباركة من الرجس الصهيوني، واشتغلنا كذلك في العراق بحرب مذهبية لا تبقي ولا تذر. لسنا هنا بصدد الحكم لصالح الشيعة أو السنة في العراق ومدى أحقية كل طرف في الحكم أو في السيطرة على بلاد الرافدين، ولسنا هنا كذلك لنتساءل أين كان الجيش اللبناني عندما كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف القرى والمدن اللبنانية بحجة ضرب معاقل حزب الله، أو لنستغرب خروج هذا الجيش بقوة ضد هذه الشلة القليلة من فتح الإسلام، قوة لم نسمع لها صوتا ولم نلمس لها أثرا أيام العدوان الإسرائلي على لبنان الشقيق، ومجزرة قانا خير شاهد على ذلك.. لسنا هنا لنحكم لصالح حركة حماس أو حركة فتح أو لصالحهما معا أو ضدهما معا في الإقتتال المخجل الدائر بينهما والذي جعلنا نطأطئ الرؤوس أمام عالم خارجي يضحك على كل هذه المسرحيات والجرائم التي نرتكبها في حق أنفسنا وأهلينا وأبناء جلدتنا، ونعجز عن مثلها عندما يتعلق الأمر بمواجهة العدو الحقيقي الظاهر منه والخفي.. لسنا هنا لنقول هذا الكلام، ولكن فقط لنقول أوقفوا هذه المعارك الخاسرة والحوادث المخجلة في فلسطين ولبنان والعراق، لأن العالم الخارجي قد يقتنع في لحظة من اللحظات أن هذه الأمة ليس لها قضية تدافع عنها، وكل ما هنالك هو مصالح شخصية لأشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم حتى ولو كانوا رؤساء أو ملوكا أو زعماء.