بكّر شباب غرباء تعودوا على فرض منطق الابتزاز المادي مع كل موسم صيفي باحتلال مداخل شواطئ الطارف، منذ ثالث أيام العيد، في مناطق المسيدا كاب روزا والقالة القديمة ومنطقة البطاح، وقاموا بإجبار العائلات القادمة نحوها على التوقف عند السدود التي ينصبونها، وفرض مبالغ مالية تتراوح ما بين ال200 دج وال300 دج يدفعونها لهم مقابل السماح لهم بالاتجاه إلى الشواطئ وركن السيارات داخل الحظائر مع ضمان تأمين حراستها حسب مزاعم وعودهم وهم يحملون العصي للتخويف. فقد اشتكى مواطنون وسياح قصدوا مع ارتفاع درجات الحرارة بعض الشواطئ لتمضية أوقاتهم على ضفافها من تعرضهم لمضايقات من قبل شباب، لا يملكون أي وثائق قانونية ولا تراخيص ولا تذاكر مصادق عليها من الجهات المحلية المسؤولة ومارسوا عليهم ضغوطا ومزايدات وتهديدات عكّرت عليهم صفو الخرجة السياحية والاستجمامية، الأمر الذي أجبر العديد منهم على تغيير وجهته نحو فضاءات طبيعية مفتوحة بعيدا عن منطق هذه الشبكات الشبابية الفوضوية التي استأسدت في غياب الردع والرقابة، ومارست استفزاز المصطافين وابتزازهم بينما دفع البعض الآخر مرغما ثمن تذكرة لم يتحصل عليها، أما من رفض الدفع ودخل غير مبال إلى الشاطئ فإنه دفع الثمن غاليا وهو ما حدث لأحدهم بشاطئ الرمال الذهبية بالقالة، أين اكتشف بعد خروجه من الشاطئ أن عجلات سيارته الأربع قد تعرضت للسرقة ووجد نفسه وعائلته مرميا هناك لا يستطيع الحركة والتنقل إلا بعد أن اقتنى عجلات جديدة وقدم طبعا شكوى لمصالح الأمن، والغريب أن اللصوص علقوا صورا للسيارة من دون عجلات على جذوع بعض الأشجار كما علقوا صورة بترقيم قسنطينة محطمة الزجاج لأن صاحبها لم يدفع الأتاوة لتهديد كل من حاول مقاومة البلطجية، وهو ما اعتبره مواطنون تهديدا صريحا وواضحا من المستولين على الشواطئ يريدون من خلاله فرض سياسة الأمر الواقع على المصطاف، الدفع وإلا تعرضت المركبة للتخريب، وهو ما جعل العديد ممن بلغهم نبأ الخبر يطالبون الجهات المسؤولة محليا وأمنيا بالضرب بيد من حديد وقطع الطريق أمام من وصفوهم بقطاع الطرق الذين تعودوا على إفساد راحة وسياحة وطمأنينة العائلات التي تقصد الساحل البحري الطارفي الساحر للسباحة والاستمتاع بالبحر ومناظره الخلابة.