شرعت مديرية الطيران المدني، بوزارة النقل، في استقبال ملفات شركات الطيران الوطنية والأجنبية، والتي تعود ملكيتها للخواص الراغبين في استغلال الخطوط الداخلية، في إطار الاستثمار في النقل الجوي بالجزائر، الذي ظل مجالا حكرا على الشركة الحكومية للخطوط الجوية الجزائرية، وعلمت "الشروق اليومي"، من مصادر مقربة من مديرية الطيران المدني، أن هناك شركتين اثنتين أودعتا الطلب لحد الساعة. وقد حصرت السلطات الوصية في الوقت الراهن فتح المجال الجوي، بالشروع في الخدمة المسماة "الطاكسي الجوي"، كإجراء أولي للتأقلم مع الشروط المفروضة على الدول التي هي على أهبة الولوج للمنظمة العالمية التجارة، حيث كان وزير النقل قد صرح خلال الجلسات الإستراتيجية المنعقدة أيام 12، 13 و14 فيفري المنصرم - لتدارس وضع الشركة الحكومية والآفاق المستقبلية ل"الجوية الجزائرية"- أن شركة الخطوط الجوية مطالبة برفع مستوى المنافسة والاحترافية، وأنه حان الوقت لفتح السوق الداخلية للنقل الجوي أمام الخواص، علما أن إجراء خدمة "الطاكسي الجوي" كانت ضمن مخطط سابق.وأكدت مصادر مطلعة على الملف أن الطائرات التي سيرخص لها لتقتحم المجال الجوي الجزائري، ستكون من الحجم الصغير والتي تحوي 20 مقعدا، وملكيتها لشركات خاصة غير معنية بها الشركة الحكومية، وأضافت نفس المصادر أن الإجراء كان تطبيقا لشروط المنظمة العالمية للتجارة من أجل فتح المجال الجوي للشركات الخاصة، تحسبا للتدابير المتبعة من قبل السلطات الجزائرية للانضمام إلى المنظمة. وأكدت مصادر "الشروق اليومي"، أن وزارة النقل ستتكفل بالتصريح لشركات الطيران الخاصة، وذلك بمنحها لاستغلال الخطوط الجوية الداخلية، ضمن "رحلة حسب الطلب"، أي ليس نشاط تجاري مباشر، ووصل إيداع الملفات لحد الساعة لدى مديرية الطيران المدني شركتان اثنتان، واحدة لخدمة الطاكسي الجوي والأخرى لاستغلال خطوط داخلية. وذكرت مصادر مقربة من شركة "طيران الطاسيلي" المكلفة في الوقت الراهن بنقل عمال الشركة الوطنية للمحروقات "سوناطراك" من العاصمة باتجاه مواقع النشاط بالجنوب على غرار حاسي مسعود، أن شركة "الطاسيلي" لديها حاليا زبائن من فرع سوناطراك، ورحلات أخرى تخص نقل فئة "الشخصيات الجد الهامة"، أي المسماة اختصارا "في إي بي"، وأفادت ذات الجهات أن "الطاسيلي" يتوقع أن تباشر رحلات تجارية وطنية من نفس مهمة "الطاكسي الجوي" نهاية السنة الجارية 2008 أو مطلع سنة 2009.على نفس الصعيد، قال محمد بن حمو، رئيس لجنة النقل بالمجلس الشعبي الوطني، في تصريح للإذاعة الوطنية، أول أمس، أن المشرّع الجزائري أعطى الضوء الأخضر للخواص الجزائريين من أجل اقتحام الاستثمار في المجال الجوي المدني، من خلال مشاريع "الطاكسي الجوي" التي ستمكن المواطنين الاستفادة من خدمة متميزة من خلال التنقل بين المدن والولايات الداخلية عبر الطائرات الصغيرة الخاصة.