قال مدير الاتصالات بمكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ساعة مبكرة الأربعاء، إن الجيش التركي سيعبر الحدود السورية مع مقاتلي الجيش السوري الحر “قريباً”، وذلك بعدما مهد انسحاب مفاجئ للقوات الأمريكية السبيل أمام التوغل التركي. وتركيا متأهبة لدخول شمال شرق سوريا منذ بدأت القوات الأمريكية إخلاء المنطقة في تحول مفاجئ في سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوبل بانتقاد واسع في واشنطن ووُصف بأنه غدر بالأكراد، حلفاء الولاياتالمتحدة. وقال مسؤولون أتراك لوكالة رويترز للأنباء، الثلاثاء، إن الجيش قصف الحدود السورية العراقية لمنع القوات الكردية من استخدام الطريق لتعزيز المنطقة، إلا أن تفاصيل الضربات غير واضحة. وقال فخر الدين ألتون مساعد أردوغان، إن على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا أن يحولوا ولاءاتهم وإلا اضطرت تركيا “لمنعهم من تعطيل” مساعيها في التصدي لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وكتب ألتون تغريدة مأخوذة من مقال كتبه ونشرته صحيفة واشنطن بوست: “سيعبر الجيش التركي مع الجيش السوري الحر الحدود التركية السورية قريباً”. وجاء في المقال: “تركيا ليس لها مطامح في شمال شرق سوريا إلا تحييد خطر قائم منذ فترة طويلة يتهدد المواطنين الأتراك وتحرير سكان المنطقة من قبضة قطاع الطرق المسلحين”. The Turkish military, together with the Free Syrian Army, will cross the Turkish-Syrian border shortly. YPG militants have two options: They can defect or we will have stop them from disrupting our counter-ISIS efforts.https://t.co/vQByIUQHQB — Fahrettin Altun (@fahrettinaltun) October 8, 2019 وسبق وأن قالت تركيا إنها تعتزم إقامة “منطقة آمنة” من أجل عودة ملايين اللاجئين إلى الأراضي السورية، غير أن تلك الخطة أثارت انزعاج بعض الحلفاء في الغرب بقدر ما أثارت قلقهم المخاطر التي تشكلها العملية العسكرية ذاتها. وبالنسبة لتركيا التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا جماعة إرهابية لصلتها بمقاتلين يشنون عليها تمرداً في الداخل، فإن تدفق سوريين غير أكراد سيساعدها في إنشاء منطقة عازلة تقيها خطراً أمنياً رئيسياً. ومن شأن الانسحاب الأمريكي من المنطقة أن يترك القوات التي يقودها الأكراد والمتحالفة مع واشنطن منذ فترة طويلة عرضة لهجوم القوات المسلحة التركية. وقال متحدث باسم البيت الأبيض، إن أردوغان سيزور الولاياتالمتحدة في 13 نوفمبر تلبية لدعوة ترامب. وقال أردوغان، الاثنين، إن القوات الأمريكية بدأت الانسحاب بعد مكالمة تليفونية أجراها مع ترامب، مضيفاً أن المحادثات بين المسؤولين الأتراك والأمريكيين في هذا الصدد ستستمر. تحول الولاءات نددت القوات التي يقودها الأكراد بتحول السياسة الأمريكية ووصفته بأنه “طعنة من الظهر”. ونفى ترامب تخليه عن القوات الكردية التي كانت أهم شريك للولايات المتحدة في قتال “داعش” بسوريا، لكنه أشاد بتركيا كشريك تجاري وعضو في حلف شمال الأطلسي، مخففاً لهجته بعد ساعات من تهديده “بتدمير” اقتصاد تركيا تماماً إن هي “تجاوزت الحدود” في سوريا. وعلى مقربة من بلدة أقجة قلعة الحدودية التركية رأى شاهد من رويترز مدافع هاوتزر خلف سواتر على الأرض على الجانب التركي من الحدود، وكانت موجهة صوب سوريا. وعلى بعد نحو 60 كيلومتراً غرباً، كان هناك العديد من راجمات الصواريخ متعددة الفوهات على متن شاحنتين خلف سواتر قرب مدينة سروج المواجهة لمدينة عين العرب (كوباني) السورية على الحدود. وكان هناك تمركز أيضاً للمدفعية في المنطقة وجاب جنود المنطقة في محيط معسكر قريب. وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية: “لا تزال الحشود التركية على الحدود مستمرة. ولدينا بعض المعلومات التي تشير إلى أن الدولة التركية جلبت بعض فصائل (المعارضة) من الجيش الحر من جرابلس وإعزاز وعفرين إلى الحدود. وهذه التحركات تدل على هجوم وشيك، ونحن نتوقع حدوث هجوم في وقت قريب”. Turkish military, Syrian rebel forces to cross into Syria 'shortly': Erdogan's aide https://t.co/IcIgLI7Jg6 pic.twitter.com/8uPn7O7Rre — Reuters Top News (@Reuters) October 9, 2019