يُسابق المرشحون لرئاسيات 12 ديسمبر الزمن، للانتهاء من عملية جمع التوقيعات في وقتها المُحدّد، حيث بات لا يفصلنا عن نهاية آجال العملية سوى 10 أيام فقط. ويستعين غالبية المرشحين “غير المُتحزّبين” بالأقارب والأحباب لملء الاستمارات، وآخرون لجؤوا إلى قاعدتهم الشعبية، في ظلّ رفض العملية الانتخابية من بعض المواطنين، وصعوبة الخروج للشارع لإقناع الناخبين بالتوقيع. استنفر المُرشّحون لرئاسيات 12 ديسمبر، مديري حملاتهم الانتخابية للانتهاء من عملية جمع ال50 ألف توقيع في آجالها المُحددة، في ظل ما يواجههم من عراقيل أثناء عملية المصادقة على الاستمارات، ورغم إصدار السلطة الوطنية المستقلة تعليمات تقضي بإشراك جميع الحائزين ختم الدولة في عملية المصادقة، ماعدا الموظفين المُتحزّبين. وفي هذا الصدد، أكد المرشح للرّئاسيات، ورئيس المنتدى المدني للتغيير، عبد الرحمان عرعار ل”الشروق”، الثلاثاء، بأنه “غارق” في عملية جمع استمارات التوقيعات، بعدما واجهت حملته مشاكل إدارية وبيروقراطية. وحسب مُحدّثنا، فالمناخ العام، ورفض فكرة الانتخابات لدى بعض المواطنين، جعل عملية جمع استمارات التوقعيات “جدّ صعبة”. وقال عرعار “اعتمدنا في عملية جمع التوقيعات، على شبكاتنا المقربة، الممثلة في الأهل والأقارب والأحباب والأصدقاء، وذلك حتى لا نحرج أي مواطن آخر، والمشكل الذي يواجهنا أيضا هو ضيق الوقت، وهو ما منعنا من التنقل والخروج للشارع لإقناع الناخبين”. وبخصوص مشكلة التصديق على الاستمارات، أكد المتحدث، أنه لجأ إلى جميع السبل المتاحة للتصديق، رغم أن العملية صعبة “بسبب اشتراط حضور الشخص الموقع، وبسبب رفض الأمناء العامين لبعض البلديات القيام بواجبهم” على حد تعبيره. بدوره، ثمن المرشح للرئاسيات، سليمان بخليلي، التعليمات الأخيرة للسلطة الوطنية، بشأن عملية المصادقة على الاستمارات، حيث قال ل”الشروق” أمس: “سُررنا بأنّ السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، قد استجابات للنداء الذي وجهناه في الندوة الصحفية، التي عقدناها السبت الماضي، والتي أشرنا فيها إلى مشاكل المرشحين مع الأمناء العامين بالبلديات، فيما يتعلق بعملية المصادقة على استمارات جمع التوقيعات”. وحسب بخليلي، فإن تعليمة توسيع صلاحيات التصديق على الاستمارات، وحجبها عن الأمناء العامين أو الضباط العموميين المنتمين إلى أحزاب “هو قرار جريء يخدم العملية الانتخابية”. ورغم ذلك، فوجئ محدثنا، حسب تأكيده لنا، بأن كثيرا من البلديات عبر الوطن، لم تشرع أمس، في تنفيذ تعليمة السلطة الوطنية، حيث قال “لا تزال العراقيل قائمة على ما هي في كل البلديات عبر الوطن، ويبرر الضباط العموميون أسباب امتناعهم، بعدم تلقيهم تعليمات للشروع في تنفيذ تعليمات السُلطة”، مؤكدا بأنه جمع ما يقارب 85 بالمائة من التوقيعات المطلوبة، وسيتمكن من جمع المزيد قريبا، في حال طبّقت البلديات القرارات الجديدة للسلطة الوطنية. وفي سؤال حول استعانة بخليلي بتوقيعات أهله وأقاربه، أجاب “بالعكس لم أتلق ولو استمارة واحدة من أقاربي، لأن غالبيتهم يعارضون فكرة ترشحي والبعض لم يتحمس للفكرة، وجميع الموقعين لي كانوا من المواطنين”، وأضاف مازحا “ربما يتحمس أهلي أو … يهديهم ربي…خلال الأيام المقبلة”. شُرفي يأمر المندوبين الولائيين بالتحقيق في واقعة شراء التوقيعات إلى ذلك، أمر رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، المندوبين الولائيين، بالتحقيق في مضمون شكاو متعلقة بشراء توقيعات المواطنين من قبل بعض المترشحين لرئاسيات 12 ديسمبر. والقضية فجرها المرشح للرئاسيات، الخبير الاقتصادي، فارس مسدور، بعدما أكد أن بعض الراغبين في الترشح، دفعوا أموالا تتراوح بين 400 دج و1000 دج للمواطنين، لغرض أخذ توقيعاتهم على استمارات الترشح. وأكد شرفي، في تعليمته أن السلطة ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة، في حال ثبوت هذه الشكاوي. كما انتهت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، أمس، من عملية تنصيب جميع المندوبيات الولائية، وهي العملية التي انطلقت فيها بتاريخ 5 أكتوبر الجاري.