تسببت أشغال ورشات المحاجر في تحويل مقبرة الشهداء على سفح جبل بوزڤزة الثورية إلى حطام، كما طفت رفاة الشهداء على السطح بسبب الهزات الزلزالية التي يتسبب فيها تفجير قناطير مقنطرة من "الديناميت" يوميا لتكسير صخور جبل بوزڤزة. "الشروق اليومي" تنقلت إلى سفح جبل بوزڤزة، ووقفت على الجريمة الشنعاء التي دنّس قبور ورفاة 25 شهيدا من كبار شهداء الثورة التحريرية، والمؤسف في الأمر أن الجريمة تزامنت مع احتفالات خمسينية الإستقلال . ونحن نقف على هذه الجريمة التي دنست قبور الشهداء، روى لنا أحفاد العائلة الثورية شايب قصة المجاهدين المدفونين في هذه القبور، حيث أنهم سقطوا في معركة فاصلة بقيادة الكومندوس "علي خوجة" والعساكر الفرنسيين، استعانت خلالها فرنسا ب30 ألف عسكري لتمشيط جبل بوزڤزة ببلدية خروبة التابعة لولاية بومرداس، تمكن خلالها الثوار الجزائريين من اسقاط عدة طائرات فرنسية، وانتهت عمليات التمشيط الفرنسية باكتشاف مخبأ سري ل 25 مجاهدا من كتيبة البطل علي خوجة، التابعة للولاية الرابعة خلال الثورة المظفرة في مغارة يفري بجبل بوزڤزة، قصفتهم بقنابل النابالم استشهدوا على إثرها جميعا. وفي هذا السياق قال الأمين الولائي للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء لولاية بومرداس، صباغ محمد، أن "مديرية المجاهدين قررت بعد الثورة التحريرية نقل رفاة هؤلاء المجاهدين إلى مقبرة رسمية للشهداء، وتبرعت عائلة "شايب" الثورية بجزء من أراضيها لتحويلها إلى مقبرة لشهداء المنطقة، ونصب معلم تذكاري تخليدا لهم، كما تم تسييج المقبرة ونعتبر تدميرها اعتداء على معالم الثورة وغير مقبول تماما". من جهتهم أكد أفراد عائلة شايب أن الجريمة التاريخية لم تتوقف عند حد تدنيس مقبرة الشهداء بجبل بوزڤزة، بل تسببت المحجرة أيضا في تدمير مقبرة زاوية الولي الصالح سيدي أحمد شايب الذراع، حيث طفت عظام الجثث على السطح بفعل الانفجارات القوية "للديناميت" والإنهيارات الصخرية المزلزلة التي تسببها هذه الانفجارات.