نسيم لكحل:[email protected] قصة الطفل ياسين الذي وجد أمس الأول في قاع البئر غير بعيد عن مسكنه بعد عدة أسابيع من الترقب والبحث، أدت القلوب وهزت المشاعر وأرجفت الجبال ولكنها في الوقت نفسه قد تكون مناسبة لفتح نقاش عميق للإجابة عن سؤال خطير: من يحمي أطفالنا؟ من يحمي أطفالنا من عمليات الخطف والإختطاف التي تطالهم هذه الأيام من جماعات النصب والإحتيال؟ ومن يقف وراء هذه العمليات التي بثت الرعب في نفوس كل العائلات الجزائرية التي لم تعد تأمن أولادها في الشوارع بل حتى في البيوت ؟ ولماذا طفت هذه الظاهرة إلى السطح في هذا الوقت بالذات؟، وماذا يفعل هؤلاء بأطفال لا حول ولا قوة لهم أم أن الأمر أخطر وأكبر من أي تفسير ؟!. مثلما دمعت العيون للنهاية المأساوية التي آلت إليها قصة الطفل ياسين بوشلوح، ومثلما اهتزت الجبال لعمليات خطف وقتل فلذات الأكباد من أمثال المرحوم ياسين في عدة ولايات من الوطن، مثل ذلك وليس أقل يجب أن تكون هبة المسؤولين على حماية أطفال هذا الشعب من اليوم فصاعدا للبحث عن المجرمين ومحاصرة الخاطفين، فما يقومون به ليس أقل شأنا ولا أقل ضررا وخطورة مما ترتكبه الجماعات المسلحة في حق هذا البلد وفي حق مواطنيه، فالجرم واحد بل إن جرم هؤلاء الخاطفين أكبر وأفضع.. وما يفعله هؤلاء المجهولون هو من قبيل "الرخس" والدَّناءة التي لا يقوم بها الرجال الشرفاء ولا حتى النساء الشريفات.. فمن كانت له حسابات عائلية أو أي حسابات أخرى فسيكون من العار عليه أن يصفيها على حساب أطفال أبرياء وضعفاء(!). أليس من الواجب أن تتحرك الدولة من أعلى مستوياتها للإنتقام لهذا الشعب، وإذا كانت معركة القضاء على الإرهاب قد طالت ومن المعقول جدا أن تطول، فإن معركة القضاء على هذا النوع الجديد من الإرهابيين الذين يستهدفون الأطفال الضعفاء والأبرياء لا يجب أن تطول، ومن الواجب البحث عن الجناة وتسليط أقصى العقوبات عليهم حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر ولمن لا يعتبر ولكل من تسول له نفسه من اليوم فصاعدا مسّ أطفالنا وأبنائنا.. فالجزائريون الذين قبلوا العفو عن التائبين من عناصر الجماعات المسلحة مساهمة منهم في إخماد نار الفتنة، فإنهم بالمقابل لا يريدون إلا القصاص من قاتلي ياسين ومن خاطفي الأطفال الأبرياء الآمنين، لأنهم أخطر من أي نوع آخر من الإرهابيين (!).