راسلت وزارة الشؤون الدّينية، المجلس الوطني للأئمة، تدعوه إلى حضور جلسة الحوار المزمع عقدها الاثنين المقبل بمقر الوزارة. ويحاول وزير الشؤون الدينية، يوسف بلمهدي، استمالة الشريك الاجتماعي، في ظل تهديد الأئمة بالخروج للشارع، بسبب التجاهل الذي تبديه الوصاية تجاه مطالبهم. تلقى رئيس المجلس الوطني للأئمة، والذي يرأسه جمال غول، دعوة لحضور الاجتماع المرتقب مع وزير الشؤون الدينية، يوسف بلمهدي، وذلك بخصوص جلسات حوار تعتزم الوزارة عقدها مع الشركاء الاجتماعيين في القطاع، لمناقشة مطالبهم المهنية المرفوعة منذ زمن، في وقت لم تتلق التنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، دعوة لحضور الحوار المرتقب. وفي هذا الصدد، أكد المنسق الوطني للتنسيقية، جلول حجيمي في اتصال مع “الشروق”، أمس، بأنهم لم يتلقوا دعوة لحضور الاجتماع، فيما تسلموا دعوة الوزارة الأولى لحضور الاجتماعات المرتقبة الأسبوع المقبل، في إطار التحاور مع جميع النقابات الممثلة لمختلف القطاعات. وقال محدثنا، بأن تنسيقيتهم تعكف على عقد لقاءات مع أئمة عبر مختلف منطق الوطن، لتوحيد الرؤى والاستماع لانشغالات الأئمة وتنسيق الجهود، استعدادا للحوار المرتقب، مع الوزارة الأولى، وكشف بأنه منذ تولي يوسف بلمهدي وزارة الشؤون الدينية “لم يجتمع معنا ولم يستمع لانشغالاتنا ومطالبنا المرفوعة منذ زمن”، وهو ما جعل التنسيقية، تتأسّف، لهذه الوضعية. وأوضح حجيمي “منذ سنوات ونحن نرافع لأجل تحقيق 47 مطلبا لتحسين القطاع، وأهمها مراجعة القانون الأساسي، وتوفير السكنات الوظيفية… وجميع مطالبنا مُوثّقة في محاضر ممضيّة من الوزير السابق محمد عيسى”، مؤكدا بأن هذه المحاضر لم تر النور إلى اليوم، واصفا الأمر ب”الإجحاف والإقصاء المُمنهج والتهم”، وهو ما جعلهم حسبه “لا يتفاءلون خيرا” بالوزير يوسف بلمهدي. وشدد حجيمي، على أن قواعدهم مستنفرة وجاهزة لأي تحرك سلمي أو وقفات احتجاجية، في حال تواصل تجاهل الوصاية لمطالبهم، مرحبين بأي “نية حسنة من الوزير بلمهدي في الحوار” على حدّ تعبيره. وتتمسك التنسيقية الوطنية للأئمة، بمطلبها في الحصول على حقهم في كوطة للسكن الوظيفي، وبالإفراج عن القائمة الاسمية لمُستحقيها، حيث قال “كثيرون لديهم خبرة تقارب 30 سنة في القطاع ولا يملكون مساكن”. وانتقد مُحدثنا، تهوين بلمهدي من موضوع الاعتداء على الأئمة، بعد ما صرح بأن الأمر يتعلق بأربع حالات اعتداء أو خمس فقط، مضيفا بأن عدد الأئمة المعتدى عليهم عبر التراب الوطني يصل إلى العشرات، مناشدا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، “للتدخل وإنصاف الأئمة، وتمكينهم من حقوقهم”.