هرب مئات المساجين من أربعة سجون شبه مفتوحة في ولاية ساو باولو جنوب شرق البرازيل بعد أن أُلغيت إجازات عيد الفصح في السجون وشُددت القيود على الزائرين بسبب فيروس كورونا المستجد، وفق ما نقل موقع "عربي بوست"، الثلاثاء. وقد أظهرت مقاطع الفيديو عشرات المساجين أثناء هروبهم إلى الشارع القريب من أحد السجون الساحلية وعبر ملعب لكرة القدم على الشاطئ. وكانت هناك أعمال شغب ومحاولات هروب من السجون شبه المفتوحة في بلدتَي تريميمبي وبورتو فيليز، وفي جناح في سجن ميراندوبوليس في ولاية ساو باولو. ويمكن في أحد مقاطع الفيديو رؤية حشود المساجين يركضون بعيداً في بلدة مونجاجوا على ساحل ساو باولو – حيث أُفيد بهروب 400 سجين – بينما صاح رجل قائلاً: "عودوا يوم الاثنين، حسناً؟"، وأظهرت مقاطع فيديو أخرى العشرات منهم على الشاطئ. فيما أفاد موقع G1 الصحفي بإعادة القبض على 40 منهم. BREAKING: More than 1,350 inmates escape from prisons in São Paulo after tensions over coronavirus restrictions; several guards being held hostage – EFE pic.twitter.com/cbibJzaXjk — BNO News (@BNONews) March 17, 2020 وفي وقت لاحق، قالت إدارة السجون، إن فرق مكافحة الشغب في الشرطة ومسؤولي السجن استعادت السيطرة على السجون الأربعة وأعادت القبض على 174 سجيناً، بينما قدّر الموقع الإخباري Ponte المهتم بحقوق الإنسان، وصول عدد الهاربين إلى 1500 سجين. هذا، وقالت إدارة السجون في ساو باولو إنها أرجأت عُطلة عيد الفصح في السجون – وهي واحدة من 5 عُطلات سنوية للمساجين في أنظمة السجن شبه المفتوح الذين يعملون خلال النهار – بسبب فيروس كورونا، وفق صحيفة The Guardian البريطانية. إذ ورد في بيان إدارة السجون، أن "الإجراء كان ضرورياً لأن العطلة يستفيد منها أكثر من 34 ألف سجين في النظام شبه المفتوح، إذ سترتفع احتمالات نشرهم فيروس كورونا بعد عودتهم إلى السجن"، مضيفاً أن السجون شبه المفتوحة لم تملك حراساً مُسلحين. من جهته، قال لينكولن جاكيا، وهو مدعٍ عام في ولاية ساو باولو متخصص في عصابات الإتجار بالمخدرات: "كان السجناء مستائين بسبب قرار تعليق إجازة عيد الفصح"، وأضاف: "قيل ذلك للسجناء، وقد تمردوا في بعض الوحدات". عصابات تسيطر على السجون قال مختصون آخرون في الشؤون الأمنية، إن الغضب الذي أثارته معاملة زعماء أكبر عصابة مخدرات في البرازيل، وهي فيرست كابيتل كوماند First Capital Command PCC في ساو باولو، كان بدوره عاملاً. وقال ريناتو ليما، رئيس منتدى الأمن العام في البرازيل، إن بعض السجناء اشتكوا من طريقة معاملة زعماء العصابة، رافضين الذهاب إلى جلسات المحكمة، فيما عُرف ب"الإضراب الأبيض". وثار آخرون غضباً بسبب القيود التي فُرضت على الزائرين الذين تبدو عليهم أعراض الزكام أو يُشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا. وذكَّرت حالات التمرد هذه بالوضع الذي كان في السجون الإيطالية المزدحمة، حيث مات 10 سجناء في أعمال الشغب التي أعقبت فرض قيود على زيارات العائلات. وعموماً تُعد أعمال الشغب بالغة العنف والهروب من السجون شائعة في سجون البرازيل شديدة الازدحام، والتي تسيطر على كثير منها عصابات المخدرات مثل PCC والعصابات المنافسة لها؛ إذ قُتل في العام الماضي 57 شخصاً خلال تمرد واحد فقط في بلدة ألتميرا في الأمازون. لكن فيروس كورونا مثل تهديداً جديداً، حسب ما قال ليما. في عام 2017، لم تكن هناك مراكز صحية لثلث المساجين في البرازيل داخل سجونهم، أي 234 ألف شخص، وكان ما يقرب من 9 آلاف سجين يتجاوزون سن ال60. لذلك فإن هذه السجون كما قال ليما تعتبر: "قنبلة موقوتة".