بعد أن كان يضرب بسكان ولاية سكيكدة المثل في الانضباط واحترام الحجر الصحي المنزلي، وبعد أن كانت الولاية التي لا تسجل فيها إصابات بفيروس كورونا إلا من حين لآخر، إذ لم تتجاوز نسبة المصابين 7 حالات طوال شهر، تماثل أغلبها للشفاء دون تسجيل وفيات وسط المصابين، لكن للأسف تخلى المواطنون عن حذرهم فقفزوا بالعدد إلى قرابة ثلاثين مصابا بالفيروس وحالتي وفاة. الملل أو عدم القدرة على احتمال الحجر الإجباري للبعض بالبقاء في المنزل والجو الربيعي الذي اتسمت به الأيام الماضية الولاية، وربما بعض الأمل بعد نجاح بروتوكول الكلوروكين والحديث عن تجاوز الذروة، جعل المواطنين يتخلون عن حرصهم والخوف الذي سيطر عليهم في الأيام الأولى من ظهور الفيروس، فبدأت الحياة تعود لطبيعتها رغم أن الخطر لم يبتعد والأمور قد تتطور للأخطر. يوم الجمعة شهدت ساحل سطورة السياحية خرقا لقرارات الحجر وتوافد العشرات من المواطنين للتنزه بهذا المنطقة السياحية، وفي ظل الظرف الراهن، وكإجراء احترازي قامت مصالح الأمن بمنع سير المركبات المتجهة للواجهة البحرية سطورة باستثناء سكان المنطقة والعاملين بها، وكذا الحالات الاستثنائية والمستعجلة علما أن ميناء الترفيه مغلق باعتباره مكانا عمومي منذ بداية الحجر الصحي، وقد أصدرت البلدية تعليمة تمنع دخول المصطافين لسطورة تفاديا لنقل وباء كورونا. كما شهدت شواطئ بلدية القل مثل لبرارك وعين أم القصب وعين الدولة توافد العشرات من المواطنين قدموا من مختلف الولايات المجاورة من قسنطينة وسطيف وميلة للسباحة، بالإضافة إلى مجموعات تخيم في منطقة تمنارت، أمر أقلق المواطنين، وطالبوا بمنع كافة المواطنين من ارتياد الشواطئ لأننا في ظرف حرج والعدوى من السهل أن تنتقل وقد يؤدي الأمر إلى كارثة. لكن كسر الحجر يتجلى في أكبر شاطئ في الولاية والمعروف باسم جان دارك، حيث المواطنون يتنزهون، وتوجد تجمعات بشرية وعائلات في مختلف المناطق قبل وحتى بعد ساعات الحجر القانونية لشباب غير مهتم بما قد تنجر عنه عدم الحذر والتعامل وكأن الفيروس إشاعة، رغم دوريات الشرطة المكثفة.