ضربة المعلم التي قام بها المشرفون على الدوري الألماني أتت أكلها حيث لم يبق من عمر المنافسة غير ست جولات فقط سيلتهمها في القريب العاجل وينتهي الدوري أواخر شهر جوان القادم، وتضع خلالها البطولة الألمانية أوزارها وتبدأ في التفكير في الدوري القادم بكل راحة، في الوقت الذي تبقى الدوريات الكبرى تتجرع الانتظار والخوف من المغامرة على الطريقة الألمانية، لإكمال منافسة كان يتابعها مئات الملايين في العالم، والمقصود هنا هي الدوريات الإنجليزية والإسبانية والإيطالية. الذين قالوا بأن كورونا ستقلب الموازين رأسا على عقب، أخطئوا فعلا، فالكبير الألماني البافاري مازال كبيرا، بل ربما زادته أزمة كورونا الصحية قوة، حيث يصول ويجول بيارن ميونيخ بالطول وبالعرض في الداخل وفي الخارج، وكأنه لم يتوقف عن المنافسة أبدا وهو يحتل المقدمة وبفارق سبع نقاط كاملة، ومسألة حصوله على اللقب الألماني مرة أخرى هي مسألة وقت ليس إلا، خاصة بعد أن تمكن الثلاثاء من الفوز على بوريسيا دورتموند منافسه الأبدي على اللقب وفي عقر داره وبعيدا عن أنظاره، ليرفع الفارق من أربعة إلى سبعة قبل ست جولات من النهاية، وسيكفي بيارن ميونيخ الفوز في أربع منها مهما حقق بوريسيا دورتموند من العلامة الكاملة، ليفوز باللقب الذي دعمته جائجة كورونا ولم تعرقله أبدا، ويترك شأن التباري على المراتب الأوربية ورابطة الأبطال بالخصوص بين بقية الأندية، وهي مفتوحة لثلاثة فرق تضاف إليها البطاقة المحجوزة لبيارن ميونيخ الذي لا أحد يتصور غيابه عن رابطة الأبطال وحتى تواجده في المنافسة الأخرى أوربا ليغ. ما يهم الجزائريين في الدوري الألماني وفي الصراع على بطاقة المشاركة في رابطة أبطال أوربا، هو نادي بوريسيا مونشن غلاد باخ، الذي يضم المدافع الجزائري رامي بن سبعيني، فقد طُعن الفريق في المقابلة ما قبل الأخيرة على أرضه أمام منافس مباشر على المراتب الأوروبية وهو بيارن ليفركوزن، في مباراة بست نقاط مالت لصالح المنافس وجعلت رفقاء بن سبعيني يغرقون ويبتعدون عن مرادهم في المرتبة الأوروبية، وكان ذات المنافس قد سقط على أرضه ولم يستطع بوريسيا مونشن غلادباخ من حصد ثلاث نقاط خارج أرضه أمام فريق متواضع يتواجد في المركز ما قبل الأخير وهو فيردير بريمي، وتعادل معه وبقي في المركز الرابع محتفظا بكامل حظوظه للتواجد ضمن الرباعي الأول في البوندسليغا ليعود إلى منافسة رابطة أبطال أوربا التي كان بوريسيا مونشن غلاد باخ أحد أبطالها وكبارها في سبعينات القرن الماضي، قبل أن ينهار ويبتعد عن الأضواء. سيستقبل رفقاء بن سبعيني في اللقاء القادم إتحاد برلين، ثم يسافر مرتين خارج الديار، إلى فرايبورغ ثم إلى ميونيخ لمبارزة الرائد في مباراة معقدة، قبل أن يستقبل فولفسبورغ ويسافر في مأمورية سهلة في الجولة قبل الأخيرة إلى صاحب المؤخرة بادربورن، وينهي موسمه على أرضه، وهو منطقيا من المرشحين ليكون ضمن رباعي المقدمة على حساب ليفركوزن، رفقة بيارن ميونيخ وبوريسيا دورتموند والفريق الكبير لايبزيغ أحد مفاجئات الدوري الألماني ورابطة أبطال أوربا. فريق هوفنهايم الذي مازال ينتمي له إسحاق بلفوضيل، يوجد في وسط الترتيب وهو في حاجة إلى معجزة لأجل أن يفوز بمرتبة تسمح له بالمشاركة ي أوربا ليغ، وكان هوفنهايم في الموسم الماضي قد شارك في رابطة أبطال أوربا لأول مرة في تاريخه ولآخر مرة أيضا، وكان حينها النجم بلفوضيل قد سجل هدفا في مرمى مانشستر سيتي. وتبقى السيطرة المطلقة لبيارن ميونيخ على مجيات الدوري الألماني من دون منافس حقيقي من مساوئ هذا الدوري الكبير، الذي تكاد أنديته في السنوات الأخيرة تنافس على المراتب الأوروبية أو تفادي السقوط وليس على الفوز باللقب الذي يبدو أنه محجوز وبصفة دائمة لبيارن ميونيخ، في دوري فقد الكثير من فرقه الكبيرة التي سقطت إلى القسم الثاني ومنها هامبورغ وكولن وشتوتغارت، وجميعها لها ألقاب أوروبية وكانت تنافس وبقوة بيارن موينيخ وتتفوق عليه في الكثير من الأحيان، ويبقى غياب الجزائريين عن هذا الدوري يثير الكثير من الحيرة بالرغم من أنه تمكن من أن يجعل لنفسه مكانا ضمن كبار القارة العجوز. ب.ع