يؤكد الكثير من المتتبعين بأن رؤساء الأندية سيجدون صعوبة في الوصول إلى قرار جامع، بخصوص مستقبل الموسم الكروي الحالي، خاصة في ظل الانقسام الواضح، بين خيار استئناف المنافسة، مباشرة بعد تلقي الضوء الأخضر من الجهات الوصية والوصية، وبين مقترح إلغاء الموسم الذي بات مطلب العديد من الجهات، يحدث هذا في الوقت الذي صرح رئيس الفاف زطشي باستئناف المنافسة، إلا في حال حصول مستجدات تحول دون تجسيد هذا القرار. يعيش المحيط الكروي هذه الأيام على وقع الحديث عن مستقبل الكروي الحالي الذي بقيت منه 8 جولات، وهذا في ظل بروز خيارين، الأول يصب في خانة استئناف المنافسة، وآخر يدعو إلى إلغاء الموسم قبل 8 جولات عن إسدال الستار، بغية التفرغ لمتطلبات الموسم المقبل، وبالمرة تجاوز الكثير من المتاعب والمصاعب التي تلاحق بعض الأندية، سواء من الناحية المالية والتنظيمية وكذا الفنية، أو ما تعلق بصعوبة تطبيق البروتوكول الطبي الذي نادى إليه رئيس الفاف زطشي، في آخر تصريحاته للإذاعة الوطنية، في الوقت الذي يقوم رئيس الرابطة الوطنية المحترفة مدوار بجلسات مع أندية الرابطة المحترفة، حيث كانت البداية مع أندية الغرب نهاية الأسبوع، في انتظار ترقب نتائج اللقاء مع أندية الشرق، منتصف هذا الأسبوع. هذه أسباب الانقسام بين الاستئناف أو الخيار وحسب تصريحات وانطباعات الكثير من المسيرين والرؤساء وحتى المدربين، فإن الانقسام الحاصل بين مسألة استئناف البطولة، أو خيار إلغاء البطولة نهائيا ناجم عم مصالح كل فريق، بناء على الظروف المالية وموقعها في سلم الترتيب، بدليل أن الأندية الطامحة في لعب الأدوار الأولى، لم تتوان في التأكيد على رغبتها في مواصلة البطولة، مثلما ذهب إليه المدير العام لشركة شباب قسنطينة رجراج، الذي بدا معارضا لفكرة برمجة مباراة مصغرة، مبديا رغبة فريقه في مواصلة المنافسة، مباشرة بعد تحسن الوضع الصحي، مع استعداده لتطبيق البروتوكول الصحي، مؤكدا أن 24 نقطة لا تزال في المزاد، ما يعني أن هناك أمورا ستتغير على مستوى المقدمة في حال مواصلة البطولة. وفي السياق ذاته، أبدى محيط شبيبة القبائل رغبته في استئناف المنافسة، رافضا كل الخيارات التي تصب في خانة إلغاء المنافسة الرسمية، حيث وصف ملال ما يحدث من بعض الجهات بأنه مناورات، في حين أبدت أندية أخرى رغبتها في توقيف المنافسة الرسمية نهائيا، وبدا أن أغلب الأندية المنادية بهذا الخيار تعاني ماديا أو تتواجد في منطقة الخطر، وفي مقدمة ذلك اتحاد بسكرة ونجم مقرة وأهلي البرج وجمعية الشلف، وهو نفس الخيار الذي تؤيده بعض الأندية المتواجدة في وسط الترتيب، في صورة جمعية عين مليلة ومولودية وهران. الفاف أمام أصعب تحد وتخوف من الغيابات والواضح أن الفاف ستكون أمام تحد صعب، خاصة في ظل رهانها على ضرورة استئناف المنافسة، بناء على تصريحات زطشي، الذي ربط كل شيء بقرار الجهات الوصية، داعيا الأندية إلى تحضير أنفسها لجميع الاحتمالات، إلا أن تجسيد هذا القرار – حسب الكثير – يبقى متوقفا على توفير الكثير من الظروف، وفي مقدمة ذلك تحسن الوضع الصحي، وكذا احترام البروتوكول الصحي الذي نادت إليه الفاف في هذا الجانب، في الوقت الذي لم تخف بعض الجهات تخوفها من إمكانية وقوع متاعب وعراقيل، تحول دون تجسيد هذا الخيار، خاصة في ظل المتاعب المالية والتنظيمية والفنية، التي تلاحق أغلب الأندية، ما جعل بعض الأطراف تنادي بإلغاء المنافسة نهائيا، والعمل بالترتيب الحالي، سواء ما تعلق باللقب أو الصعود مقابل إلغاء السقوط، وهذا من باب إعداد العدة للموسم المقبل، وفي هذا الجانب، أكد الرئيس السابق لشباب باتنة فريد نزار ل"الشروق" بالقول "صعب استئناف البطولة خاصة في القسم المحترف الثاني، وبعض فرق القسم الأول، أما في بطولة الهواة، سنشهد غياب نوادي عن أجواء المنافسة، هناك فرق كبير بين حقيقة الميدان والتخطيط في المكاتب"، وقد قدم عدة مقترحات تصب في خانة توقيف المنافسة واعتماد الترتيب الحالي، مع إلغاء السقوط ومنح الأربع الأوائل شرف تمثيل الجزائر على المستوى الإفريقي، وصعود رباعي المقدمة وإلغاء السقوط، وتشكيل قسم وطني ثان الموسم القادم من ثمانية عشر فريقا، وذلك بصعود ثمانية نواد من كل جهة، وهذا من شأنه – حسب قوله – أن يجنب خسائر مادية كبيرة للنوادي، خصوصا وأنها ستجد في نظره صعوبة كبيرة في إقناع لاعبيها بالعودة، بسبب الأزمة المالية وفراغ خزائن النادي.