تعيش عائلة كريم ببلدية بيضاء برج بولاية سطيف في حيرة كبيرة لاختفاء الأب منذ قرابة شهر، في الوقت الذي انتشرت شكوك كبيرة حول تعرضه للقتل مع إخفاء جثته. المختفي يدعى كريم كمال، يبلغ من العمر 50 سنة، وهو أب لثلاثة أبناء أكبرهم يبلغ 21 سنة وبنت عمرها 15 سنة، وأخرى لم تتجاوز الخامسة من عمرها، كان يعيش رفقة عائلته في ظروف جد عادية، اعتاد على التنقل إلى مختلف الولايات للعمل كبناء. وحسب زوجته ققد قضى عيد الأضحى مع عائلته في أحسن الأحوال، وفي ثالث أيام العيد أخبر زوجته بأنه سيسافر إلى الجنوب الجزائري للعمل في قطاع البناء، ومن حينها انقطعت أخباره وظل هاتفه على غير العادة مغلقا طيلة هذه الفترة. ورغم السؤال عنه في كل مكان، لم يعرف له اثر وتزامنت فترة غيابه مع إقدام أفراد العائلة على ردم البئر المجاورة للمنزل، الأمر الذي أثار العديد من الشكوك وفتح المجال للحديث عن إمكانية تعرضه للقتل ودفن جثته في البئر. هذه الشكوك حركت مصالح الدرك لبلدية بيضاء برج، التي باشرت تحرياتها وبعد الاتصال بوكيل الجمهورية لدى محكمة عين أزال، تم استصدار أمر لحفر البئر فانطلقت العملية على الفور. وفتحت ورشة شاركت فيها عدة آليات مع حضور العديد من الفضوليين الذين تجمعوا حول البئر وظلوا يترقبون عملية الحفر التي دامت أربعة أيام كاملة، لكن بعد بلوغ الدرك قاع البئر لم يعثر على أي أثر لجثة المفقود، فقام العمال بردم البئر وردموا معها فكرة تعرضه للدفن بهذا المكان لتبتعد الشكوك عن أفراد العائلة الذين يكونون قد قاموا بردم البئر لجفافها وليس لسبب آخر، فازداد بذلك الغموض حول الاختفاء المحير لهذا الرجل الذي كان يعيش ظروفا اجتماعية صعبة ولم يعرف عنه أي تصرف غريب وليس له أعداء، ولذلك ظلت الحيرة تخيم على أفراد العائلة وأهل المنطقة بكاملها، وإلى غاية اليوم لم يعرف للرجل مكان، ولا أي معلومة تؤكد إن كان على قيد الحياة أو في تعداد الموتى.