جدد العديد من المختصين انتقادهم للمسار، الذي اتخذه عمران اغلب مدن ولاية المسيلة بداية من عاصمة الولاية، تزامنا والاضطرابات الجوية الأخيرة، حيث عمرت، سيول الأمطار عشرات البيوت، منها 12 منزلا بمدينة عين الملح جنوب عاصمة الولاية. وتأتي ملاحظات هؤلاء وانتقاداتهم جراء الهواجس والمخاوف التي أصبحت تطارد سكان الأحياء الجديدة عند كل اضطراب جوي، حيث إن نسبة من المشاريع السكنية، التي شيدت في عاصمة الولاية، على وجه التحديد خلال 15 سنة الماضية، اتخذت وجهة غير صحيحة. وعلى سبيل المثال يقول المختصون، أن العديد من عمارات القطب الحضري الجديد بعاصمة الولاية، بنيت في منخفض بل في واد يعرف باسم الواد الجايح، ما نتج عنه تداعيات خطيرة خلال السنوات الثماني الماضية، ومن ذلك أن العمارات المحاذية للمدرسة القرآنية من الجهة الجنوبية، كنت عرضة سيول الواد.ورغم وجود مشروع لتصريف مياه الأمطار، لكن السؤال الذي لطالما أثير، هو عن قدرة قنوات التصريف، على استيعاب كميات السيول في حالة فيضان. وفي السياق ذاته، تثار ملاحظات أخرى، بشأن السياسة العمرانية، منها التشبع العمراني، التي يفتقر للفضاءات المخصصة لراحة السكان وساحات لعب الأطفال. كما أنه لم يعد يفصل التوسع العمراني عن مركز الردم التقني إلا مسافة قليلة. والغريب في الأمر، انه ورغم كل هذه المحاذير، فان بعض الأطراف، التي لا علاقة لها بهندسة المدن وعمرانها، لازالت تصفق لهذا المسار العمراني، الذي رافقته تحذيرات الخبراء والمختصين. وكانت المسيلة شهدت مؤخرا، تساقطات مطرية، نتجت عنها سيول جارفة، كما حدث في عين الملح على سبيل المثال، أين اجتاحت المياه المساكن، ما جعل مطلب بناء السكنات بعيدا عن المنخفضات وحواف الوديان يبرز إلى الواجهة.