كشف الرئيس المدير العام للصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي "سياناما" شريف بن حبيلس عن تعويض، في ظرف أسبوع من إيداع الملف، لجميع الفلاحين المؤمّنين لدى الصندوق المتضررين من فيضانات الخريف التي ألحقت خسائر بعدد من الفلاحين لم يتم جردها إلى حد الساعة، مطالبا إياهم بالتقدم بشكل استعجالي لمصالح الصندوق لإيفاد الخبير وتقييم الخسائر، مصرحا "الجميع سيتحصل على تعويضات في ظرف أسبوع، وسيستفيد ضحايا الفيضانات من شعبة القمح من تعويضات لأول مرة بعد دخول هذه الشعبة حيز التأمين ضد الفيضانات قبل شهرين". وقال شريف بن حبيلس في تصريح ل"الشروق"، السبت، إن الفيضانات المسجلة خلال الأسبوع الماضي، ورغم أنها لم تكبد الفلاحين خسائر كبرى مثلما كان متخوفا منه، ولكن تم تشكيل لجان لتحري حجم هذه الخسائر وتقديرها وتعويض الفلاحين الذين طالبهم بالمسارعة لإيداع ملفاتهم، حيث سيتكفل الصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي بإيفاد خبرائه لتقدير الخسائر ومعاينتها ليتم تسليم الفلاح أو الموال المتضرر صك التعويض في ظرف أسبوع كأقصى حد، وهذا بعد الإجراءات المتخذة مؤخرا لتسهيل عملية استفادة الفلاحين من التعويضات خاصة أننا اليوم على أبواب مواسم الحرث، حيث يحشد الفلاحين كافة إمكانياتهم المالية لإنجاح الموسم. ويؤكد بن حبيلس أن التعويض سيشمل جميع الفلاحين المؤمّنين دون استثناء والذين تقدر نسبتهم ب28 بالمائة من الفلاحين الناشطين في الوطن، وهي نسبة رغم صغرها ولكنها مرتفعة مقارنة مع السنوات الماضية، حيث كانت نسبة التأمين لا تتجاوز ال6 بالمائة، مشددا على أنه سيتم تنظيم حملة ذات منفعة عامة لإقناع الفلاحين بضرورة التسجيل لدى الصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي الذي يعد أكبر مؤسسة لتأمين الفلاحين، محذرا المزارعين من موسم شتاء قد يتضمن فيضانات وكوارث عدة، كما سيتم نزول إطارات الصندوق للمزارع والأراضي الفلاحية لتوعية الفلاحين بأهمية التأمين. وبحسب الرئيس المدير العام للصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي فسيتم إدراج شبعة القمح لأول مرة بالنسبة للفلاحين المؤمنين ضد الفيضانات والكوارث وهذا بعد افتكاك تأشيرة وزارة المالية منذ شهرين لدخول هذا المنتج حيز الخدمة، في حين يتم التحضير لنيل تأشيرة التأمين عن الجفاف وهي أحد أصناف التأمين عن الكوارث غير المرخصة في الجزائر، مشددا "أودعنا ملفا كاملا بهذا الخصوص لدى وزارة المالية وننتظر ردها"، ويأتي ذلك في وقت يتكبد الفلاحون خسائر كبرى جراء الجفاف كل سنة في حين تغيب أي صيغة لتعويض هؤلاء على مستوى شركات التأمين الناشطة في السوق الوطنية، بما في ذلك الصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي. هذا، وكان الصندوق قد كشف السنة الماضية عن منح تعويضات مالية تعادل 4.5 مليار سنتيم للفلاحين المتضررين من فيضانات الخريف والبرد المتساقط خلال سنة 2019 شهر سبتمبر، والذي ترتب عنه كوارث حادة أدت إلى خسائر كبرى للفلاحين، فيما تصل تعويضات بعض الفلاحين 100 مليون سنتيم أو أكثر.