يطالب مرضى انفصام الشخصية وذووهم في عديد الولايات، لاسيما الغربية منها، وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، بتوفير دواء "ليفونكس 25 ملغ"، الذي يعرف ندرة حادة منذ شهر فيفري الماضي، ما تسبب في حدوث انتكاسات صحية لدى العديد من المرضى، لاسيما المتأزمة حالاتهم النفسية، ما دفع بعضهم إلى محاولة الانتحار. واشتكى المرضى، وضعهم الصحي الصعب، عقب توقفهم عن تناول الجرعات المحددة من "ليفونكس"، في مواعيدها، وهذا منذ أشهر، ما أسفر عن تعقيدات نفسية، قد تفضي إلى الانتحار. كما هو الحال مع عدد من المرضى بسيدي بلعباس، الذين صرحوا ل"الشروق"، أنهم دأبوا على استلام حاجياتهم من الدواء، من مستشفى حساني، لكن مخزونه نفد على مستوى صيدلية المستشفى، ما اعتبروه "استهتارا خطيرا"، كون الدواء لا يباع في صيدليات الخواص بل يتوفر فقط في صيدليات الهياكل الصحية العمومية. وأمام هذا الوضع، بات ذوو المرضى، يجوبون مختلف الولايات، التي يتناهى إلى علمهم، توفر الدواء على مستوى مستشفياتها، حيث يتكبدون مشاق ومصاريف التنقل، فضلا عما يتطلبه الأمر من بحث عن وساطات لنيل هذا المبتغى. وهي مشاق يتكبدونها مضطرين، أمام غياب أي دواء بديل ل"ليفونكس"، وكونه العلاج الوحيد للحالات المذكورة. وتعود الندرة إلى شهور، وكانت فئات من المحتاجين إلى هذا الدواء، تحصل عليه من تونس، عبر البريد، أو بواسطة الأشخاص الذين يتنقلون إلى ذلك البلد، لكن غلق الحدود، بسبب جائحة كورونا، حرمهم من ذلك المصدر. من جهتها، اعترفت رئيسة مصلحة الأمراض العقلية، بالمستشفى الجامعي عبد القادر حساني بسيدي بلعباس، بالغياب التام لدواء "ليفونكس"، عن رفوف الصيدلية المركزية بالمستشفى، الأمر الذي أدى إلى وقف البروتوكول العلاجي المتبع في علاج حالات انفصام الشخصية. وتسبب في انتكاس عديد المرضى، مضيفة بأن مصالحها تقدمت، منذ أشهر بطلبات إلى الوزارة الوصية، من أجل تدعيم الصيدلية المركزية بهذا الدواء، لكن الوزارة لم تستجب بعد. وأوضحت المتحدثة أن العلاج ب"ليفونكس"، هو الإمكانية الوحيدة لتخفيف أعراض انفصام الشخصية الحاد، عندما يكون في آخر مراحله، إذ يساعد على كبح الرغبة في الانتحار. ودعت الوزارة الوصية، إلى السماح ببيع هذا الدواء على مستوى الصيدليات الخاصة، مثلما هو الحال في الدول العربية والأوربية، لتسهيل على المرضى الحصول عليه، كون "ليفونكس" لا يصنف ضمن الأدوية المهلوسة.