توفي مساء السبت رضيع جزائري عمره شهران، ووالداه يقطنان بولاية سوق أهراس، بأحد مستشفيات ولاية الكاف التونسية، وهو ابن مواطن من الجزائريين العالقين خارج أرض الوطن على مستوى معبر ملولة الحدودي التابع للجانب التونسي والذين لازالوا منذ يومين معتصمين وجاثمين هناك على بعد أمتار قليلة من معبر أم الطبول الجزائري. يبيت العالقون في العراء والأخطار تتربص بهم، منهم من يقضي الليلة داخل السيارة لاسيما النساء والأطفال وغالبية الرجال يبيتون في العراء بجانب جدارن المباني الإدارية، ينتظرون ساعة إعلان سلطات البلدين السماح لهم بمغادرة التراب التونسي والعودة إلى بلدهم الجزائر، خاصة وأن من بينهم أطفال في سن الدراسة يحلمون بدورهم أن يعودوا إلى أحضان مدارسهم. وكشف مصدر للشروق اليومي بأن هذه العائلات تنحدر من مدن وولايات جزائرية مختلفة، كانوا قد أتوا من فرنسا ويريدون الدخول إلى الأراضي الجزائرية عبر حدود البلدين، غير أنهم اصطدموا بإجراءات غلق الحدود وتجميد حركة التنقل على الجانبين وقاية من تنقل وتفشي فيروس كورونا. وأضاف ذات المصدر بأن قنصلية الجزائر بمدينة الكاف قد اتصلت بالمحتجين وأصغت لانشغالاتهم وكشفت لهم بأن الأمر يخضع لسلطة وزارتي الشؤون الخارجية بكل من تونسوالجزائر، وأكدت لهم أنه سيتم رفع تقرير عن مشكلتهم إلى الجهات الوصية، وقد ظهر أطفال في فيديو، يناشدون فيه السلطات العليا في البلاد التدخل فورا، والإيعاز إلى الجهات الجمركية والأمنية بالسماح لهم بالعبور في أقرب وقت، قبل أن تتفاقم المعاناة وتتضاعف المشاكل الصحية للمرضى، منهم خاصة كبار السن والأطفال، الذي فقدوا واحدا منهم كان يعاني من مضاعفات صحية في القلب، تأمل عائلته أن تنفرج أزمتهم ويقومون بإجراءات دفنه في أقرب مقبرة من مقر إقامة أهله بولاية سوق أهراس، وهي حالة إنسانية تستدعي حسب بعض المواطنين ضرورة التكفل السريع بها، والتعجيل بحل مشكلة العالقين، بتحويلهم عند الدخول إلى أرض الوطن على الحجر الصحي لمدة أسبوعين، ومن بعدها اتخاذ الاجراءات المناسبة.