قالت وسائل إعلام باكستانية، الثلاثاء، أن الحكومة بصدد طرد السفير الفرنسي لديها في غضون شهرين إلى ثلاثة، وأنها لن تعين سفيراً جديداً مكانه، وذلك بعد احتجاجات شهدتها البلاد على إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في فرنسا. وأشارت الوسائل، أن "حركة لبيك باكستان" الإسلامية، التي تواصل منذ نهاية الأسبوع الفائت احتجاجاتها ضد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المناهضة للإسلام والنبي محمد عليه الصلاة والسلام في مدينة روالبندي، توصلت لاتفاق مع الحكومة الباكستانية. وأطلع سعد رضوي نجل زعيم "حركة لبيك باكستان" خادم حسين رضوي، وسائل الإعلام بفحوى اتفاق موقع بين وزير الداخلية إيجاز أحمد شاه ورئيس الشؤون الدينية والتناغم بين الأديان نور الحق قدري. وينص الاتفاق على إصدار البرلمان لقرار بشأن طرد السفير الفرنسي لدى إسلام أباد، وعدم تعيين سفير جديد، ومقاطعة المنتجات الفرنسية على مستوى الدولة، وإطلاق سراح الموقوفين من أعضاء "حركة لبيك باكستان"، حسب ما نقلت وكالة الأناضول للأنباء. ولم تصدر الحكومة بعد أي تعليق بخصوص الاتفاق المذكور حتى الآن. وعلى صعيد متصل، أصدرت وزارة الداخلية خلال الأيام الأخيرة توجيهات لإطلاق سراح أعضاء "حركة لبيك باكستان" الموقوفين في إقليم البنجاب. يذكر أن السفير الباكستاني لدى باريس معين الحق، تم تعيينه في أوت الماضي كسفير لبلاده في بكين، ولم تعين إسلام آباد سفيراً جديداً لها في فرنسا. والأحد الفائت، شهدت مدينة روالبندي الباكستانيةجنوب العاصمة إسلام أباد، مظاهرة منددة بتصريحات الرئيس الفرنسي المعادية للإسلام ولخاتم الأنبياء والمرسلين. وتجمع مئات الأشخاص من أعضاء "حركة لبيك باكستان" مرددين هتافات مناهضة لفرنسا ورئيسها ماكرون. وأمام عزم المتظاهرين السير إلى السفارة الفرنسية بالعاصمة إسلام أباد، اتخذت الشرطة تدابير عند مداخل العاصمة، بوضع حواجز كبيرة في الطرق لإعاقة حركات الدخول. وشهدت إسلام أباد، الاثنين، عراكاً بالأيدي بين متظاهرين وعناصر الشرطة التي تدخلت لمنع مسيرة نحو السفارة الفرنسية. وسبق لمدن باكستانية مثل كراتشي، ولاهور، وبيشاور، وإسلام أباد، أن شهدت مظاهرات منددة بتصريحات ماكرون. وفي أكتوبر الماضي، شهدت فرنسا، نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، على واجهات مبانٍ، واعتبرها الرئيس الفرنسي "حرية تعبير". وأثارت الرسوم وتصريح ماكرون موجة غضب بين المسلمين في أنحاء العالم، وأُطلقت في العديد من الدول الإسلامية والعربية حملات لمقاطعة المنتجات الفرنسية. كما انتقدت منظمات دولية عدة لا سيما منظمة العفو الدولية الموجة الأخيرة لتصاعد معاداة الإسلام في فرنسا.