أصدر قاضي جلسة المثول الفوري لدى محكمة سوق أهراس، مساء الثلاثاء، حكما يقضي بإدانة كهل يبلغ من العمر 51 سنة بتهمة نبش قبر وتخريبه، وانتهاك حرمة المقابر واستخراج جثة، والحكم عليه بعام حبسا نافذا، مع الأمر بإيداعه الحبس من الجلسة. وذلك على خلفية تورطه مطلع شهر فيفري الماضي في جريمة إخراج جثّة والدته العجوز من قبرها، بعد ثلاثة أيام فقط من وفاتها. حيث إنه في السابع من شهر فيفري الماضي، اكتشف مواطنون بمقبرة الطقطاقية بمدينة سوق أهراس، وجود جثّة عجوز موضوعة على جانب قبرها، ملفوفة في كفنها وظهور بعض أطراف يدها ورجلها، ليتم إخطار مصالح الأمن التي تنقلت وقتها إلى المقبرة مرفقة بوكيل الجمهورية لدى محكمة سوق أهراس، وفرقة من الشرطة العلمية، وباشروا تحرياتهم وتحقيقاتهم في هذه الجريمة التي هزّت مشاعر كل سكان المنطقة. ولاحظ المحققون خلال معاينتهم جثّة الضحية أن كل أعضاء جسد الضحية سليمة، وأن يدها ورجلها كانا خارج الكفن، ما جعلهم يستبعدون فرضية استغلال جثّة الضحية في ممارسة بعض طقوس السحر والشعوذة، وبتوسيع دائرة التحقيقات والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، تبين أن ابن الضحية المتهم كان ليلة الوقائع قد أجرى اتصالا هاتفيا مع زوجته من داخل المقبرة، كما أعاد الاتصال من نفس المكان في صبيحة اليوم الموالي. ليتم توقيفه من طرف عناصر الشرطة وتحويله إلى مقر الأمن للتحقيق معه وتكوين ملف قضائي ضده عن تهمة نبش قبر وتخريبه، وانتهاك حرمة المقابر واستخراج جثة، تم بموجبه تقديمه أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة سوق أهراس، أول أمس، الثلاثاء، الذي آمر بإحالته على المحاكمة وفق إجراءات المثول الفوري. وخلال جلسة المحاكمة أنكر الابن المتهم إقدامه على نبش قبر والدته، متمسكا ببراءته، رغم مواجهته من طرف رئيس الجلسة بكشف الاتصالات التي أجراها من داخل المقبرة ليلة اكتشاف الجثة. كما أنكرت زوجته التي حضرت كشاهدة في القضية اتصال زوجها بها ليلة الوقائع من المقبرة، وحاولت إقناع المحكمة بأن شخصا ما حاول توريطه في هذه الجريمة البشعة للتخلص منه، خاصة بوجود خلاف بينه وبين باقي أفراد العائلة. وكيل الجمهورية التمس إدانة المتهم بالتهم المنسوبة إليه والحكم عليه بعامين حبسا نافذا، مع إيداعه الحبس. لينطق رئيس الجلسة بالحكم عليه بعام حبس نافذ. وكان الشارع بسوق أهراس قد تداول رواية بخصوص الواقعة، مفادها أن الابن عمد إلى استخراج الجثة، لوضع بصمة يد والدته، على عقد تنازل عن مسكنها لفائدته.