يواصل الداعية الشاب أحمد الشقيري تقديم جزء جديد من سلسلة "خواطر" في موسمها التاسع هذه السنة، حيث اختار طريقته المفضلة في التحدث إلى الشباب ومخاطبة فئات واسعة من الجمهور، عبر زياراته وأسفاره العديدة والتي يعقد من خلالها مقارنات بين واقع الأمة الإسلامية والعربية وغيرها من الشعوب والأمم. استطاع الشقيري حجز مكان لنفسه في قلوب المشاهدين، ومساحة واسعة من اهتمام مختلف الدعاة والمتابعين، بفضل أسلوبه البسيط وغير المعقد والذي جعل منه طريقته المثلى من أجل مخاطبة الناس بعيدا عن التشدد والتصنع.. ومن شاهد الحلقة الأولى من خواطر 9 التي قدمها أحمد الشقيري عبر أكثر من قناة سيخرج بنتيجة مهمة، وهي استمرار هذا البرنامج في زرع الأمة وسط حالة الإحباط الكبيرة التي تعيشها الأمة العربية والمسلمة، حيث قال الشقيري أنه سيخاطب في حلقات هذا الموسم العقول أكثر من أي شيء آخر مضيفا بأن كل البلاء والمشاكل التي نقع فيها كعرب ومسلمين، تكمن أساسا في تعطيل وظيفة عقولنا. وكعادته دوما، قدم الشقيري رؤية ملخصة عن حلقات هذا الموسم، حيث بين أنه زار سنغافورة ووقف في واحد من أشهر الشوارع فيها ليعقد مقارنة بين الماضي القريب والراهن، مبينا أن هذا الشارع كان مثالا للفوضى وانتشار الأمراض ومختلف الآفات الاجتماعية، لكنه تحول في الوقت الحالي إلى واحد من أشهر الشوارع الرئيسية في سنغافورة بل وفي العالم برمته من حيث التنظيم والنظافة والتجارة والسياحة ! وسافر أحمد الشقيري إلى البرازيل أيضا، من خلال خواطره التي جعلته يلعب كرة القدم في البلد الأشهر بمداعبة الكرة المستديرة، وبين الصعوبات والمشاكل الكبيرة التي يواجهها اللاعبون الشباب والمواهب الجديدة في لعب كرة القدم، لكنهم رغم ذلك لم يتوقفوا عن تصدير أهم رموز الجلد المنفوخ بل وتحولوا إلى أمة ذات جميل وفضل على العالم كله بفضل كرة القدم وليس أيّ شيء آخر؟ ! الأسلوب الذي يتحدث به أحمد الشقيري جعل له قاعدة واسعة بين الشباب وأيضا من فئات عمرية أخرى، لأنه أسلوب واقعي ولا يحبس الدعوة بين جدران الأستديوهات المغلقة وإنما يخرج إلى الهواء الطلق من أجل تقديم الأمثلة الواقعية والتي تجعل من كلام الشقيري وغيره من العلماء والشيوخ الذين يستعين بهم في برنامجه مقنعا جدا وقابلا للتصديق بعيدا عن ممارسة أسلوب الوصاية التي يمارسها عدد كبير من شيوخ الفضائيات في هذا العصر الذي عطلنا فيه عقولنا عن وظيفة التفكير والتدبير مثلما يقول الشقيري نفسه.