اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين، صباح الاثنين، المسجد الأقصى بمدينة القدس من جهة باب المغاربة تحت حراسة مشددة من الجيش الإسرائيلي عشية ما يطلقون عليه "التاسع من آب" أو "ذكرى خراب الهيكل ". وقالت مؤسسة "الأقصى للوقف والتراث" (غير حكومية) في بيان "إن مجموعات كبيرة من المستوطنين قامت منذ الصباح الباكر باقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ". وأضافت أن القوات الإسرائيلية شدّدت من إجراءاتها الأمنية عند بوابات المسجد الأقصى، واحتجزت بطاقات هوية أغلب الداخلين، فيما احتجزت صبيين اثنين وأبعدتهم عن ساحات المسجد الأقصى في ساعات الصباح الأولى. وكانت المؤسسة ذاتها قد قالت في بيان "إن قرابة 20 مستوطنا قاموا الأحد بنصب خيام على أرض مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في القدس، وهم يرتدون قمصانا مرسوم عليها الهيكل وخطوا شعارات تدعو إلى بناء الهيكل". واعتبرت المؤسسة أن هذا النشاط الاستيطاني في مدينة القدس يأتي عشية ما يطلقون عليه "التاسع من أوت" أو "ذكرى خراب الهيكل". ويوم التاسع من آب (حسب التقويم العبري) يحل عادةً في شهر جويلية أو أوت، وهو كما يقول اليهود يوم الذكرى لخراب هيكل سليمان الأول والثاني. وحذّر الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني (إسرائيل) في مؤتمر صحفي أمس بمدينة القدس من ظاهرة الاقتحامات المتكررة ذات الطابع الديني، معتبرا إياها مقدمة لنشاط محموم تقوم به المؤسسة الإسرائيلية لإيجاد صورة مقبولة لدى العرب تمهد لتقسيمه. وأضاف صلاح "كي أعذر إلى الله أقول المسجد الأقصى في خطر حقيقي، وأناشد الأمة سرعة التحرك لنصرته والدفاع عنه، خاصة وأن إسرائيل تمهد لخطوات غير مسبوقة في تهويد المسجد الأقصى بعد شهر رمضان". ويتعرض المسجد الأقصى بين الحين والآخر إلى اقتحامات يقوم بها مستوطنون متطرفون، تحت حراسة مشددة من قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية، الأمر الذي يثير حفيظة الفلسطينيين ويسفر عن اندلاع مواجهات بين الطرفين. وتسمح الشرطة الإسرائيلية خلال أيام الأسبوع ما عدا الجمعة، لغير المسلمين بدخول الأقصى بدءً من الساعة السابعة صباحاً وحتى الحادية عشر ظهراً، ومن بعد صلاة الظهر وحتى الثانية بعد الظهر، دون موافقة مديرية الأوقاف الإسلامية الجهة المسؤولة عن إدارة المسجد.