"إن رحيل من كان يسمى حتى وقت قريب بإمبراطور نشرة الثامنة في التلفزيون الجزائري، أصبح وشيكا بعد أن اهتزت صورته " هكذا ختمنا موضوعا نقلناه في شهر جويلية الماضي حول خلاف كبير كان قد شب آنذاك بين مدير قسم الأخبار في التلفزيون إبراهيم صديقي و مقدم نشرات الثامنة كريم بوسالم، الذي تعرض إلى قرار عقابي تمثل في توقيفه عن العمل لمدة عشرة أيام في سابقة اعتبرت الأولى في تاريخ الصحافي منذ انضمامه إلى قسم الأخبار.. والظاهر أن ما توقعناه حدث فعودة الصحافي كريم آنذاك إلى تقديم النشرة الرئيسية لم يكن الا الأيام التي كانت تفصله عن شهر أوت وهو شهر عطلته الصيفية ليعود ويجد نفسه ممنوعا من الجلوس على مقعد نشرة الثامنة منذ بداية الشهر الحالي. المشكلة الأكبر أنه وحسب المعلومات التي تحصلنا عليها فانه لا وجود لقرار رسمي صادر من مدير التلفزيون في هذا المنحى بل يتعلق الأمر حسب مصادر من داخل مبنى شارع الشهداء بقرار شفهي توجه به مدير التلفزيون إلى مدير قسم الأخبار يقضي بمنع كريم بوسالم من تقديم النشرة الرئيسية بينما تبقى الأسباب وراء هذا القرار و المتداولة في قسم الأخبار تفتقد إلى أي منطق و الحقيقة بكل بساطة هي أن الخلاف القديم بين الصحفي ومدير قسم الأخبار انتهى لصالح هذا الأخير. نقول هذا بأسف لأن كفاءة الصحافي كريم بوسالم لا غبار عليها ويشهد بها الجميع وغيابه عن مقعد الثامنة خسارة للتلفزيون الجزائري ومن المؤكد أن وسائل إعلامية عربية أخرى ستستفيد منها ّ، أكثر من ذلك فان رحيله بهذه الطريقة الغامضة يحمل دلالا ت كثيرة تسيء إلى سمعة مؤسسة التلفزيون نفسها وتسير في منحى تأكيد ما يتداول عن تنكرها لأبنائها فعندما يحدث مثل هذا مع الصحفي الذي كان صوت وصورة الإعلام الرسمي الجزائري في ظل العشرية السوداء وفي عز أيام الأزمة وهو من رفض كل العروض التي كانت تتهاطل عليه و بقي مرابطا في مبنى شارع الشهداء في الوقت الذي كان فيه زملائه يتهافتون على أي فرصة من أجل منصب عمل في الفضائيات العربية ، فهل هكذا يكافأ التلفزيون أبنائه وكفاءته التي أخلصت له ؟ نكتب هذا بعد أن وصلتنا معلومات عن بداية مفاوضات بين قناة ميدي 1سات الإخبارية والصحفي كريم بوسالم على اثر توقيفه من العمل في التلفزيون الجزائري. سمير بوجاجة