لم تعد صناعة الحلويات تقتصر على ربات البيوت بل أضحى كثير من الرجال يتفننون في صناعتها معتبرين إياها مصدر رزقهم الوحيد، ،ونحن على مقربة من عيد الفطر تسارع كثير من النساء اللواتي لم يسمح لهن الوقت في إعداد الحلويات إلى التسابق نحو هذه المحلات لشراء كمية منها أوتسجيل طلباتهن ضمن قائمة طويلة قبل فوات الأوان. يكفي أن تحدد الكمية المطلوبة من الحلويات ودفع قسط من المال فتحظر لك في الوقت الذي تريد هذا ما قاله أحد المختصين في صناعتها في المدنية عندما قدم إليه زبون جاء ليستفسر عن كيفية التعامل مع الطلبات الخاصة بحلويات العيد. وفي جولة قادتنا إلى العديد من هذه المحلات في العاصمة أكد لنا أصحابها أن النساء العملات هن أكثر الزبائن اللواتي يحرصن على شراء الحلويات الجاهزة ليستعملنها في استقبال الضيوف يوم العيد، كما تعمل بعض العائلات على جلب العديد من المواد الأساسية مثل اللوز والفول السوداني والبندق ويحددن نوع وكمية الحلوى المطلوبة. وعن ثمن الحبة الواحدة من هذه الحلويات أكد "محمد" صاحب محل لبيع الحلويات بالمدنية أنه كلما كانت الكمية كبيرة كان السعر أقل والعكس صحيح رغم أن الثمن المحدد يتراوح بين 25 دج إلى 50 دج حسب النوعية المطلوبة ويتم جلب الزبائن على حد قوله من خلال حلويات الأعراس التي يحضرها للعائلات في الصيف ويقول محمد في هذا السياق أن الكثير ممن تذوقوا حلوياتنا في الأعراس أقبلوا هذه الأيام لطلب المزيد منها في العيد، ويزداد الطلب حسب المتحدث كلما اقترب العيد حيث وصل عدد العائلات المتوافدة عليه هذا العام قرابة 150 عائلة ويضيف المتحدث أن النجاح الذي حققه في هذا المجال يعود إلى الخبرة التي اكتسبها منذ 30 سنة والتي جعلته يتفنن في صناعة أكثر من 40 نوع من الحلويات. ولا يختلف حال" كريم "صاحب محل لصناعة الحلويات بالمرادية والذي يملك في هذا المجال خبرة فاقة 20 سنة حيث أكد لنا أن صناعة الحلويات مهنة توفر المال الكثير خاصة في مواسم الأفراح والمناسبات، وكثرة الطلب هذه الأيام جعلته يستعين ببعض أصدقائه لصناعة كل الكميات المطلوبة وأضاف أن الطلب الآن وصل لحد 20 ألف حبة حلوى من مختلف الأشكال والألوان حيث تتم عملية التحضير حسب مقدور كل عائلة فمنها المصنوعة باللوز يتراوح ثمنها بين 35 و 40 دج ومنها البسيطة التي لا يتعدى سعرها 20 دج مع وجود تخفيضات خاصة عند زيادة الطلب . عائلات تحول بيوتها ورشة لصناعة الحلويات تعمل الكثير من العائلات المحتاجة على اغتنام مختلف المناسبات لربح مال إضافي يسد الحاجة ،هذا مالجأت إليه عائلة نواري من المدنية التي تتفنن بناتها في صناعة أكثر من 20 نوع من الحلويات مما جعلهن قبلة لكثير من العائلات ،خاصة بعد الشهرة التي نالتها هذه العائلة في صناعة حلويات الأعراس ،وما يزيد من كثرة الإقبال عليها هو الأسعار التنافسية التي تعرضها مقارنة بالمحلات حيث أكدت لنا "ن س " أن سعر الحبة الواحدة يصل أحيانا إلى 10 دج كعرض خاص لبعض العائلات الفقيرة كما يمكن أن يتجاوز سعر الحبة 50 دج للعائلات الميسورة التي تهتم بالنوعية ،وعن مدى الربح الذي يحققنه في هذه المهنة أكدت لنا المتحدثة أنه يتجاوز 40 ألف دج خلال شهر رمضان. بلقاسم حوام