تطرح الرسالة التي وجهها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، لقيادة أقدم حزب معارض في الجزائر الأفافاس ممثلة في زعيمها التاريخي حسين آيت أحمد، التساؤلات وتثير الاستفهامات في نفس الوقت، حول احتمال وجود مفاوضات لصفقة كبيرة بين الأفافاس والرئيس بوتفليقة تحسبا للفترة المقبلة، إما بتمديد فترة حكم الرئيس أو دعمه لعهدة رابعة أو ترتيب البيت لخليفة بوتفليقة بما يعرف بمرشح إجماع. وتأتي هذه الرسالة تزامنا مع احتفال حزب "الدا الحسين" بمرور نصف قرن على تأسيسه، وبروز أصوات منتقدة وبشدة للمسار السياسي الذي انتهجه الحزب مؤخرا، متهمة إياه بأنه سلك نهجا سياسيا مهادنا للسلطة. وتتزامن الرسالة كذلك مع خروج شخصيات من الحزب والتي تعرف بالصقور في بيت الأفافاس، وفي ظل الاتهامات التي أطلقها السكرتير الأول للحزب كريم طابو عن وجود صفقة بين الحزب والسلطة، مع إمكانية أن يلعب قريب الزعيم التاريخي كريم بهلول لدور الوسيط بين السلطة وقيادة الأفافاس لإتمام الصفقة السياسية. وتتحدث مصادر على صلة بملف الأفافاس عن صفقة سياسية تقضي بضم الأفافاس إلى شبه التحالف الرئاسي الجديد الذي بدت معالمه تتشكل بين الأفالان وتجمع أمل الجزائر "تاج" لعمار غول والحركة الشعبية الجزائرية لعمارة بن يونس، وهذا بغية المضي في إحدى الفرضيات وتجسيدها خلال الفترة المقبلة، إما بتمديد فترة حكم بوتفليقة بعامين أو دعم ترشحه لعهدة رئاسية رابعة، أو الاتفاق حول مرشح معين تحت ما يمسى بمرشح الإجماع لتولي مقاليد قصر المرادية كخليفة لبوتفليقة وبمباركة منه. وبحسب أطراف ملاحظة فإن رسالة عمار سعداني لزعيم الأفافاس التاريخي حسين آيت أحمد كانت بموافقة مسبقة من نظام الحكم قصد تمرير مشاريع سياسية كبرى، تخص قرارات مستقبلية، يتم بموجبها إدخال أكبر حزب معارض في الجزائر ضمن هذا المسعى، مقابل استفادة الأفافاس من جملة مطالب لطالما رددها وعلى رأسها مشروع قانون الاعتراف بشهداء أحداث 63 الذي أودعه الأفافاس مؤخرا بالبرلمان، كما سيضمن نظام الحكم بذلك تحييد الأممية الاشتراكية التي يحظى "الدا الحسين" بتأييدها ودعمها له.