شهدت محاكمة المتهم المصري "سالم أبو جهاد" رفقة المتهمين الآخرين عواد بلحمر والحاج نعاس حضورا مكثفا للصحافة المكتوبة وحتى المرئية، كما أن القاعة امتلأت بمحامين وحتى فضوليين، فالجميع كان ينتظر استجواب المتهم المصري. كواليس المحاكمة - اعتبر قاضي الجلسة المتهم الحاج نعاس المكنى "حذيفة" مدلل الجماعات الإرهابية، لأن هذا الأخير صرح في الجلسة بأن نشاطاته اقتصرت على قراءة وتعلم الفقه والأكل والشرب، ولما مرض قاموا بمعالجته بدفع مبالغ كبيرة وهذا في الجبل، وأضاف بأنه كان لديه كرسي وطاولة ليدون أرشيف الجماعات، كما أنه أكثر من استعمال كلمة "أشخاص" دون ذكر الأسماء ما جعل القاضي يخاطبه: كنت تتعامل مع مجهولين إذن. - لما سأل قاضي الجلسة المكنى "حذيفة" عن سبب اعترافه لدى الضبطية القضائية وحتى لدى قاضي التحقيق عن مشاركته في مجازر خلفت عدة قتلى في أوساط الجيش، أكد المتهم بأنه لم يكن يدري ما يقول، بسبب إصابته منذ صغره بمرض نفسي وهو "الخوف من المجتمع" بعدما تعرض في صغره (4 سنوات) إلى إعتداء جنسي، وأن الجماعات المسلحة اختطفته في سن 15 لتجنده. ليعقب النائب العام على كلامه قائلا: كنت تعاني مرضا نفسيا ومع ذلك ألفت مذكرة في الجبل!!! - ذكر المتهم الحاج نعاس في الجلسة اسم صحفية "الشروق" وأكد بأنهم كانوا يقصون مقالاتها التي تتحدث عنهم (جميلة بلقاسم). - المتهم الثاني لحمر عواد المكنى "حمزة" صرح في استجوابه بأنه كان جالسا فقط في الجبل، ليعلق القاضي: ولماذا لم تجلس في بيتك إذن وتجنبت المشاكل. - ليضيف أنه منذ صعوده وهو يفكر في تسليم نفسه (أي 11 سنة كاملة وهو يفكر في ذلك دون نتيجة!!). - شد استجواب المتهم المصري أبو جهاد أنظار جميع الحاضرين، فأدهشتهم لغته العربية الفصيحة والسليمة وثقافته العالية (خريج كلية الإقتصاد)، حيث بدأ حديثه بترديد آيات قرآنية وأدعية مأثورة. فكان كلما يدعو تردد زوجته المتجلببة الحاضرة في الجلسة "آمين"، لكن الغريب أن المتهم لم ينظر أبدا في عيني قاضي الجلسة، ما جعل هذا الأخير ينزعج من هذا السلوك، ويطلب منه النظر إليه، مؤكدا له بأن المحكمة تعتبره جزائريا لا مصريا، حيث افتتح التمهم كلامه بعبارة: "أنا سعيد جدا لتواجدي معكم للمرة الثانية، كما أشكر السفارة المصرية الحاضرة رفقة الصحافة التي أتمنى أن تكون موضوعية..". - أكد ياسر أبو سالم بأن الجماعات المسلحة ضغطت عليه وهدّدته حتى يقوم بمعالجة الحاج نعاس، كما أنهم هدّدوه باختطاف زوجاته (لديه ثلاث زوجات جزائريات)، كما أن أولاده يدرسون في مدارس خاصة، كما أضاف "أنا لم آت من الشارع"، إذ لدي علاقات وتعاملات مع أطباء معروفين مثل البروفيسور ڤيدوم. - لما استفسر قاضي الجلسة المتهم المصري عن بطاقة التعريف المضبوطة لديه، أكد بأن الجماعات المسلحة منحته إياها، ليسهل عليه اتخاذ الإجراءات في حال إذا ما توفي التهم نعّاس أو بترت رجله، إذ لابد من إجراءات لدفن الرجل المبتورة، فالبطاقة المزورة تحمل الجنسية الجزائرية، ليعلّق: إذا فقد منحك الإرهابيون الجنسية الجزائرية!!! - كاد قاضي الجلسة يفقد أعصابه في كثير من الأحيان عند استجواب المصري، لأن هذا الأخير يرد على أسئلة القاضي بأسئلة أخرى، حيث اعتبرها هذا الأخير مراوغة من المتهم، لدرجة أنه خاطبه القاضي قائلا: كفاك من هذه السينما!! - حضرت زوجتين اثنتين متجلببتين للمتهم المصري، حيث تابعتا استجوابه باهتمام بالغ، وكان في كل مرة يُلقي عليهن نظرة خاطفة، وعند انتهاء الإستجواب ورفع الجلسة تقدمت منه إحداهن وجلست بقربه يتبادلان الحديث. - انزعج قاضي الجلسة من كثرة الحضور والذين كانوا يروحون ويجيئون، حيث شكل فتح الباب لعدة مرات ازعاجا كبيرا وعليه وقف شرطي أمام الباب ومنع أيا كان من الدخول سواء صحفيين أو محامين، ولم يحل المشكل إلا بتدخل رئيس نقابة المحامين الأستاذ سيلني. المحامي المصري منتصر الزيات: محاكمة موكلي تثير الكثير من الاستفهامات على هامش المحاكمة تحدث المحامي المصري منتصر الزيات مع الصحافة، مؤكدا بأن القضية تحمل تناقضات واستفهامات عديدة، وأضاف أنه من خلال استجواب موكله المصري، لم تظهر أي علاقة له مع حُماة السلفية في تصريحاته، بل وفي تصريح المتهمين الآخرين وحتى الشهود، ليعقب، "حتى ولو فرضنا أن موكلي ارتكب ما نُسب إليه، من تقديم للمساعدة، فإنها لات عتبر جريمة ولنا في الأحكام المنطقية التي أصدرتها محكمة الجنايات في دورتها الحالية عن هذه التهمة خير دليل، فمعظم المتهمين نالوا البراءة"، كما أضاف المحامي الزيات: أنه ان افترضنا مرة ثانية قيامه بهذه الأعمال، إذا فلا بد من استفادته من ميثاق السلم والمصالحة. نادية سليماني