شرع قساوسة فرنسيون في منطقة القبائل، منذ أيام، في القيام بحملات تشويهية واسعة تهدف إلى الطعن في الشعائر الإسلامية والاستهزاء بها والتهجم عليها بالتشكيك والتكذيب، خاصة شعيرة الأضحية بمناسبة اقتراب عيد الأضحى المبارك ثاني عيد للمسلمين بعد عيد الفطر. وفي هذا السياق، علمت "الشروق" من مصادر مؤكدة أن بعض القساوسة الفرنسيين و كذا المُنصرين المتمركزين في بعض الأماكن بمنطقة القبائل قرروا الشروع في حملة تحسيسية لتزييف عقيدة المسلمين المرتبطة بالنسك والتضحية، والتصريح بأنها أمر مُبتدع بين الأديان ولا رصيد لهذه الشعيرة الإسلامية تاريخيا . و في خطبة بكنيسة "ثافاث" الواقعة بالمدينة الجديدة في ولاية تيزي وزو، وحضره أكثر من 120 شخص، ألقى القس الفرنسي "سامي موزار" خطبة على الحاضرين وتهجم فيها بصراحة على شعائر و النسك الإسلامية على رأسها العيد الأضحى ، حيث أدعى بداية أنها لا يوجد سندا "شرعيا" صحيحا أتى بها الإنجيل الذي كان يحمله أثناء خطبته الحماسية، وأن هذه المناسبة الإسلامية ليس لها وجود أصلا في باقي الديانات السماوية، ربما لأن المشهور في العهدين القديم والجديد ( التوراة و الإنجيل المحرفتين) أن الذبيح الذي فداه الله هو النبي إسحاق وليس إسماعيل، ليشرع بعد ذلك في الحط من قدر الإسلام ومعالمه كالمساجد التي اعتبرها القس المذكور "بُنيت لتغليط الناس وتضليلهم على مدار التاريخ". ودعا القس الفرنسي في آخر خطبته إلى ضرورة تفعيل هذه "الحملة التوعوية" قبل حلول عيد الأضحى، لتخذيل الناس وصرفهم عن القيام بهذه الشعيرة التعبدية العظيمة، وما يصاحب ذلك من جدل حاد يؤثر على صفاء الأعياد وروحانية المناسبة التي جعلها الله سببا من أسباب تأليف القلوب والصفح عن الغير وتوحيد المسلمين. وعن هذه القضية، أفاد مدير الشؤون الدينية بولاية تيزي وزو، صايب محمد أوييذير، أن هذه المناورة التنصيرية "ليست الوحيدة من نوعها"، مشيرا في نفس السياق إلى أن المنصرين "ينشطون بذكاء ومكر كبيرين، مستغلين في ذلك جميع الظروف والأحوال"، ومشددا على "ضرورة العمل بجد للتخلص من هذه الظاهرة الخطيرة". وموازاة مع ذلك، أوضح عبد الله طمين، المسؤول الإعلامي بوزارة الشؤون الدينية، أن كل ما من شأنه خلف الفتنة بين المواطنين مرفوض، سواء كان مصدره مؤطرو المساجد أو المشرفون على الكنائس، مذكرا بحرص الوزارة الوصية على احترام المؤسسات الدينية للقوانين الساري بها العمل دون التعرض لجرح المشاعر أو خلق الفتن، مع تأكيد أن أمثال هذه التصرفات تكشف عن أهداف سياسية وليست دينية، لأنه كما ينبغي على الأئمة الموفدين إلى العمل في الدول الغربية احترام قوانينها، يجب على المشرفين على الديانة المسيحية في الجزائر السهر على احترام القوانين والأعراف الخاصة بالجزائر. وأكد طمين أن الوزارة لن تتغاضى عن هذا الفعل إن ثبت لديها وأنها ستتخذ إجراءات صارمة في حق المتسببين به، لأن ممارسة الشعائر الدينية شيء، وخلق الفتنة في أوساط المجتمع الجزائري شيء آخر. وفي اتصال هاتفي مع هنري تيسييه، رئيس أساقفة الجزائر، وهو المرجعية الكاثوليكية العليا، رفض مُحدّثنا الإدلاء بأي تصريح، على خلفية أنه مستاء من "الشروق" لأنها ليست - كما قال- "موضوعية في تناول ملف التنصير" وتداعياته الخطيرة في الجزائر، رغم حرص الجريدة على أخذ رأيه في الموضوع!. مصطفى. ف/ حسان. ز