شرع منذ قرابة أسبوع عديد من المتنصرين والقساوسة والأعضاء الناشطين في التبشير بالديانة المسيحية على مستوى عديد من المناطق بولاية تيزي وزو في تفعيل حملة جديدة على تعاليم الدين الإسلامي والمسلمين وشرعية أضحية عيد الأضحى، وحسب ما علمته "الشروق اليومي" من مصادر متطابقة فإن هذه الحملة تعدّ الثانية من نوعها للتشكيك في أضحية عيد الأضحى بعد تلك التي شنها القس الفرنسي "سامي موزار" نهاية العام الماضي من على منصة كنيسة ثافاث بمدينة تيزي وزو. * وتأتي في سياق الحملة التي أعلن عليها القس "صامويل سميتش" في الملتقى الذي عقد بحر شهر رمضان المنصرم ضد شرعية ذبح أضحية العيد ومرابطي منطقة القبائل، حملة هذا العام خالفت نوعا ما سابقة العام الماضي حيث استند المتنصرّون على تعليق صور للكباش أمام صلبان جميع الكنائس التي تنشط بالولاية، بحيث يعتمد المتنصرون في حملتهم الدعائية المغرضة والتي يصادف توقيتها الأسبوع الأخير قبل موعد عيد الأضحى المبارك على التشويش على عقول الناس ومحاولة إقناعهم بأن الذبيح الذي فداه الله هو إسحاق من أجل التشكيك في الحقائق التاريخية حول هذه المناسبة التعبدية العظيمة. * * - الترويج لأفلام تحرف سيرة نبي الله إبراهيم وولده إسماعيل * وقد تدعمت حملة هذا العام بتوزيع نسخ لأفلام محرّفة حول حياة إبراهيم عليه السلام على مستوى جميع الكنائس بالولاية لعرضها بصفة دورية على المتنصرين الذين يراودونها، هذا التطاول على تعاليم الدين الإسلامي وأسسه والذي أصبحت في الآونة الأخيرة رقعة ولاية تيزي وزو مسرحا له، أصبح يأخذ أبعادا تزداد خطورة كلما مرّ الوقت عليه، فقد أصبح عيد الأضحى الذي جعله الله عزّ وجل سببا في تأليف وتوحيد صفوف وقلوب المسلمين في جميع أرجاء المعمورة من الأمور المحرّمة لدى المتنصرين، فقد قدّم قساوسة العيد من الكنائس نصائح وتوصيات للمتنصرين ببذل قصارى جهدهم من أجل إقناع عائلاتهم وأكبر قدر ممكن من الناس باجتناب إراقة الدماء وذبح الأضحية وهذا على أساس أن دماء عيسى عليه السلام كفيلة بمسح خطايا جميع الناس. * هذا وفي حال عدم تمكنهم من إيصال الفكرة إلى أفراد عائلاتهم وأقربائهم شدّد القساوسة على وجوب وضرورة ابتعاد المتنصرين على أهاليهم وهجرهم خلال فترة عيد الأضحى، وعدم تناول لحم الأضحية لأنها حرام، طبيعة سكان منطقة القبائل وعاداتهم وتقاليدهم التي يسيطر عليها تقريبا الفكر المرابطي الذي يربطهم بصفة مباشرة مع تعاليم الإسلام، أصبحت من أهم الأهداف التي يريد المتنصرون ضربها وإضافة زيادات فيها من أجل خلق الخلل والتذبذب فيها لتحريفها عن منحاها الطبيعي، ومن أجل الوصول إلى ذلك تستغل أغلب الحركات التبشيرية في أغلب تحركاتها ونشاطاتها جميع ما يحدث على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية سواء كان على المستوى المحلي أو الوطني، وفي إطار نفس الحملة ارتفعت وتيرة حملة مغرضة أخرى في وسط المتنصرين ضدّ المادة الثانية من دستور الدولة الجزائرية، وعبر حوار هدّام يهدف إلى زعزعة استقرار المجتمع الجزائري وزرع الشقاق بين أبنائه يحاول المتنصرون غرس سمومهم وسط الناس على أساس أن الشعب الجزائري مسيحي الأصل، وأن تحوّله للإسلام كان على أساس ضوابط وحتميات فرضتها المادة الثانية من الدستور التي تقرّ بأن دين الدولة هو الإسلام، النشاط الذي يشهده عمل المتنصرين بولاية تيزي وزو وسلسلة الزيارات التي يقوم بها القساوسة الأجانب لمختلف الكنائس بالمنطقة يندرج في سياق عمل تكتيكي ومدروس، وقد سمحت الأوضاع التي تعيشها الولاية مؤخرا في ظلّ أزمة نقص التغطية الأمنية خاصة بعد سحب قوات الدرك من الميدان إلى ظهور بوادر حملة شاملة للتخلّص من المقومات الأساسية لانتماء المجتمع القبائلي للدين الإسلامي، هذه الحملة التي تقف أمامها الجهات المسؤولة وقفة الحائر تدعم في نهاية كل أسبوع تقريبا وفي عديد من المناسبات بعقد ملتقيات دورية لجمع شمل المتنصرين وتعبئتهم بسموم جديدة ضدّ الإسلام والمسلمين.