قال وزير التجارة، مصطفى بن بادة، السبت، إن إقحام الديوان الوطني للحبوب في السوق سيعجل بخفض أسعار البقوليات الجافة التي تبقى غير مقننة لغاية الآن. وأوضح بن بادة، لدى استضافته في حصة "إضاءات" بالقناة الإذاعية الأولى، أن الحكومة اتخذت إجراءات تقضي بإدخال الديوان الوطني للحبوب إلى سوق البقول الجافة تدريجيا للحفاظ على توازن الأسعار، غير أن ذلك - يقول بن بادة- اصطدم بمشكل التوزيع. وفي هذا الخصوص أضاف الوزير أن الديوان الوطني للحبوب استورد كميات هائلة من البقول الجافة، غير أنه لم يتمكن من تسويقها نظرا لإحجام العديد من التجار على التعامل بالفواتير ووفق القوانين التجارية المعمول بها. وأفاد بن بادة أن الوزارة تدرس حاليا خيارين لضبط أسعار البقول الجافة والتي تبقى نسبة 90 بالمائة منها مستوردة، وهما تسقيف الأسعار أو تحديد هوامش الربح التي تبقى حاليا غير مقبولة ويدفع ثمنها المستهلك، وكذا رفع حصة الديوان الوطني للحبوب من البقوليات في السوق الوطنية. وكشف الوزير عن اتصالات قامت بها إدارة الديوان الوطني للحبوب مع المساحات التجارية الكبرى عبر مختلف الولايات وكذا التعاونيات الاستهلاكية لبعض القطاعات لتموينها بالبقول الجافة بأسعار معقولة وجعلها في متناول المستهلكين. وأكد المتحدث أن استيراد البقول الجافة في الجزائر حر ولا يخضع لأن ترخيص خاص، كما لا يوجد بارونات أو احتكار لسوق البقوليات، مشيرا إلى إحصاء 70 مستوردا في 2012 منهم 16 يستوردون بطريقة منتظمة ويستحوذون على 60 بالمائة من السوق المحلية. ونفى الوزير مسؤولية دائرته الوزارية عن أسواق الجملة للخضر والفواكه، مشيرا إلى أن مسؤولية الفوضى التي تتخبط فيها هذه الأسواق تتحملها البلديات أو المؤسسات التابعة لها، مضيفا أن جوهر المشكل يكمن في الصراع القائم بين إدارة السوق والتجار نظرا لغياب الحوار بين المسيرين. ولوضع حد لهذه المشاكل أعلن وزير التجارة عن برنامج وطني لإنشاء أسواق وطنية حديثة بمقاييس عصرية ينطلق خلال الثلاثي الأول من 2013، حيث سيتم بناء أول سوق في هذا الإطار ببلدية بوراشد بعين الدفلى مجهز بكل الوسائل الحديثة يتبعه آخرون في معسكر سطيف وقالمة وهي استثمارات لوزارة التجارة من خلال مؤسسة "ماقرو"، حيث الأسواق التقليدية ستنتهي تدريجيا في 2017.