استبعد مصدر عليم ل"الشروق" أن تقدم الحكومة على منح موافقتها للاتحادية الجزائرية لكرة القدم من أجل تقديم ملف الترشح لاحتضان نهائيات كأس العالم 2026، ليس بسبب نقص الإمكانات أو عدم قدرة الجزائر على استضافة هذه التظاهرة العالمية، وإنما بسبب المنتخب الإسرائيلي. وكانت الاتحادية الدولية لكرة القدم قد أعلنت قبل سنوات من الآن اعتمادها على مبدأ التداول بين القارات لاختيار البلد المضيف للمونديال، ما مكن القارة السمراء من الظفر بشرف تنظيم كأس العالم لأول مرة في تاريخها فوق أراضيها سنة 2010 عن طريق جنوب إفريقيا، بعد أن كان هذا الأمر حكرا على بعض القارات دون الأخرى في الدورات السابقة. وقد عاد رئيس "الفيفا" جوزيف بلاتير للحديث عن هذه النقطة في تصريحات صحفية على هامش انطلاق فعاليات كأس العالم للأندية الجارية بالمغرب، حيث قال: "افريقيا تنتظر دورها لتنظيم كأس العالم للمرة الثانية وذلك في عام 2026، إن استضافة المغرب لكأس العالم للأندية هو اختبار لقدراته على ترشحه لاستضافة مونديال 2026"، مضيفا: "عندما لم يوفق المغرب في ترشيحه لتنظيم كأس العالم 2010 (لمصلحة جنوب افريقيا)، قال لي الملك إن بلاده لن تيأس". ورغم أن "الفيفا" لاتزال متمسكة بقرارها ومنح الفرصة للدول الإفريقية في الظفر بتنظيم نهائيات المونديال، ومساعي الدولة المغربية الشقيقة لإقناع الفيفا باستضافة مونديال 2026، إلا أن الجزائر لن تكون معنية بذلك، إذ كشف مصدرنا أن السلطات العليا في البلاد ترفض فكرة احتضان المونديال من الأساس، بسبب تخوفاتها من تأهل وبلوغ المنتخب الإسرائيلي - المعترف به من طرف الفيفا- النهائيات، ما سيضع الجزائر في موقف محرج، ويحتم عليها رفع الراية الاسرائيلية وعزف نشيد الصهاينة في ملاعب بلد الشهداء، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يحدث، فالموقف السياسي للجزائر واضح تجاه إسرائيل منذ الاستقلال.. فلا علاقة دبلوماسية تجمع بين البلدين ولا تبادل للسفراء، فالجزائر أصلا لا تعترف بإسرائيل كدولة، لذا فإن الحكومة الجزائرية -حسب مصدرنا- تفضل التخلي عن فكرة احتضان المونديال على أن يتم توريطها في التطبيع مع إسرائيل حتى ولو كان ذلك رياضيا فقط، مع العلم أن الجزائر هو البلد العربي الوحيد تقريبا الذي يحدث رياضيوه طوارئ في مختلف المنافسات الدولية، بانسحابهم ورفضهم مواجهة نظرائهم الإسرائيليين مهما كان الثمن، لكنهم بالمقابل لم تتم معاقبتهم من طرف المسؤولين على مستوى القطاع الرياضي، حيث سبق لمزيان دحماني - أول رياضي جزائري قاطع منافسا من إسرائيل في مونديال 1991، ودورة الألعاب الأولمبية 1922 ببرشلونة - وأكد ذلك في تصريح للشروق، حيث قال: "بكل صراحة، لم يلمن أحد على ما قمت به، وحتى السلطات لم تحاسبن، ولكن البعض في اتحادية الجيدو أثاروا بلبلة لوقت وجيز، ولكن لم يكن لها أي تأثير على مشواري". بمقابل ذلك، فإن الحكومة الجزائرية لم تتوان في إعطاء الضوء الأخضر للفاف قصد التقدم بملف الترشح على مستوى "الكاف" لاحتضان إحدى دورتي بطولة الأمم الافريقية سنتي 2019 أو2021، وهو ما حدث مؤخرا، لتبقى الجزائر من بين أهم الدول المرشحة بقوة لاستضافة إحدى الدورتين لثاني مرة في تاريخها بعد دورة 1990 التي جرت بالجزائر وتوج "الخضر" بطلا لها.