وصف وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الاعتداء الذي طال القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء في الفاتح نوفمبر الماضي، بالفعل الذي ترك جرحا في الضمير الجماعي الجزائري، وجدد في حوار أجرته معه قناة" فرانس 24"، الأحد، تأكيد رغبة الجزائر في فتح حدودها البرية مع المغرب لكن "عندما تنتهي الأسباب والظروف التي أدت إلى أدت إلى غلقها". وقال في حديثه لبرنامج "حوار خاص" لفرانس 24 أن ما حصل للعلم الوطني بالدار البيضاء المغربية في أول نوفمبر، ترك جرح في الضمير الجماعي الجزائري، وما حصل ليس حدث ظرفي، بل ضربة قوية وعنيفة للرموز والقيم التي نؤمن بها ونعتقد أننا نتقاسمها مع الأشقاء في المنطقة". وأشار لعدم رضا الجزائر عن الكيفية التي تعاطت بها المملكة المغربية مع القضية بالقول "الموضوع ليس قضية ظرفية ولا ينبغي أن يعالج بالطريقة التي تزيد الطين بلة". ورد عن سؤال حول مسألة فتح الحدود مع المغرب بالقول " قضية الحدود كانت مطروحة، والموقف الجزائري كان واضحا وضوح الشمس، وعندما تنتهي الظروف التي أدت إلى غلق الحدود، ستفتح الحدود وسنتعامل مع الجارة المغرب معاملة طبيعية"، مشيرا إلى خطر المخدرات الداهم عبر المنطقة الحدودية مع المغرب ومن ذلك يذكر حجز قرابة 200 ألف طن من الأفيون المهرب من المغرب مؤخرا عبر الحدود". وأجاب عن سؤال حول صحة الرئيس بوتفليقة قائلا "بوتفليقة بخير. وهو يسهر على قيادة الدبلوماسية الجزائرية ويشاركنا في كبيرها وصغيرها ونشتغل على التعليمات التي يقدمها لنا". وتناول مسألة ترشيح "الأفلان" للرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة بالقول "مسألة رئاسة الجمهورية علاقة شخصية وحميمية بين الرئيس والشعب الجزائري، وهذه المسألة يتناولها الرئيس بوتفليقة شخصيا عندما يشعر بأن الوقت قد حان لذلك". وعاد للحديث عن الأوضاع الإقليمية وبالخصوص ليبيا ولم يبدي موقفا حول ما إذا كانت الحكومة الليبية متحكمة في الوضع، واكتفى بالقول أن "الوضع جيد بين الجزائر وليبيا والجزائر مستمرة في دعم هذا البلد". وكشف في السياق عن انعقاد لجنة التعاون الكبرى بين البلدين شهر ديسمبر الجاري. وأضاف أنه مرتاح البال ومتفائل، "لأن الكلمة الأخيرة ستكون لشعوب المنطقة، وما رأيناه هو في تاريخنا المعاصر يجعل كل هذه الشعوب تتطلع إلى بناء الديمقراطية في اطار التعايش السلمي وفي إطار التفاهم، فنحن متفائلون أن تونس الشقيقة التي عرفت تطورا ايجابيا وبقية الدول المجاورة ستستطيع بناء مستقبلا ديمقراطيا وزاهرا". ونفى وجود أي تدخل للجزائر في شؤون الدول وأوضح أن الجزائر تقوم فقط بالتفاعل مع الأحداث وتساند قدر المستطاع، ولا نتدخل في الشؤون الداخلية، ولا نقوم بأي عمل يصب في غير مصلحة الشعوب. ورد عن سؤال بخصوص مساندة الجزائر لاستقلال الصحراء الغربية ورفضها انفصال الشعب الأزوادي عن دولة مالي، بالقول "بالنسبة للشعب الصحراوي هي قضية تصفية استعمار، مثلما هو متفق عليه في المنطقة، وبقرار من الأممالمتحدة، التي تصنف الصحراء الغربية آخر مستعمرة إفريقية. أما الشعب الأزوادي فهو جزء لا يتجزء من تراب مالي". وأعرب عن تفاؤله في تخطي عقبات النهوض باتحاد المغرب العربي وقال "بعد أسابيع قليلة سنحتفل بالذكرى ال 25 لانطلاق المسيرة المغاربية في عهدها الجديد، أملنا أن نغتنم الفرصة لنتكلم مع بعضنا بمنتهى الصراحة لنضمن مستقبل الأجيال الصاعدة"، مؤكدا إرادة الجزائر الكافية لتحقيق هذا.