تنظر محكمة الجنايات في العاصمة، غدا الخميس، في قضية ثلاثة شبان جزائريين اتهموا في العام 2006 بالانتماء إلى تنظيم إرهابي ينشط داخل الجزائر وخارجها وبتهمة التزوير واستعمال المزور وانتحال صفة، وتكمن خطورة هذه القضية في أن المتهم الرئيسي فيها تربطه اتصالات بالحارس الشخصي لأسامة بن لادن في أفغانستان، وهو جزائري الأصل أيضا. وتشير تفاصل هذا الملف المثير إلى أن (ش.ي) والمكنى "ماتياس" يبلغ من العمر 29 سنة، سافر سنة 2000 إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية، بمعنى أنه "حراق"، وقد استطاع الدخول بعد ذلك إلى الأراضي الإسبانية بهوية مزوّرة، ليعود في العام 2001 إلى فرنسا وفضل الاستقرار فيها بعد أن أدين بالسجن في عمليات سرقة وسطو في إسبانيا. وفي فرنسا تعرف "ماتياس" على شباب متدينين من بينهم دكتور في الشريعة الإسلامية وكان ينشط معهم تحت مظلة جماعة الدعوة والتبليغ، وبسبب حركيّته أصبح عنصرا فعالا ونشطا بينهم. وبدخول العام 2004 كانت علاقات"ماتياس" قد توسعت، حيث تعرف بعد أن رحل إلى ضواحي باريس وأقام فيها على عناصر أخرى من المجموعة نفسها كانوا يعملون على تكوين خلية لتجنيد المتطوعين العرب للالتحاق بالعراق، وكان في هذه الفترة على اتصال غير مباشر بالمدعو (ط.عبد الحليم) الحارس الشخصي لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وكان هذا الأخير قابعا في السجن، حيث ألقت مصالح مكافحة الإرهاب الفرنسية القبض عليه عندما كان يحاول رفقة أحد شركائه تفجير نفق بحر "المانش" الرابط بين فرنسا وبريطانيا. وقد توسعت معارف "ماتياس" وعلاقاته واستطالت آفاقه إلى أن أصبح رقما مهما وفعالا في تجنيد عناصر من ليبيا موريطانيا وإرسالها إلى الجزائر لتلقي التدريبات على القتال، ثم يوجهون إلى سوريا وذلك عبر الاتصال الشخصي بأيمن الظواهري، الساعد الأيمن لأسامة بن لادن و الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، ومن ثم يلتحقون "بالجبهة العراقية". وفي مرحلة من مراحل التجنيد و الإعداد، دخل "ماتياس" إلى الجزائر وتعرف على المكنى "أبي علقمة"، وهو عنصر نشيط في منطقة تيزي وزو، وهناك أوكلت ل"ماتياس" مهمة الإعداد لتدريب العناصر القادمة من فرنسا، والتخطيط لضرب المعابد اليهودية وضرب مقر الاتحاد الأوروبي في بلجيكا، لكنّ مهمته لم تكتمل حيث ألقي القبض عليه في العام 2006 وهو يهم بمغادرة الجزار من مطار هواري بومدين. أما عن علاقته ب (ش.ي)و (ل.ص) ،فتشير المعلومات المتوفرة إلى هذه اللحظة إلى أن (ل.ص) التحق بالجماعات المسلحة في الجزائر سنة 1997 وكان أيامها على اتصال ب"ماتياس" خاصة فيما تعلق بتقديم المساعدات والتموين الاتصالي، أما علاقته بالمتهم الأول (ش.ي) فكانت تتلخص في معرفته بعناصر متشبعة بالفكر الجهادي، خطّط أحدهم لقتل شرطي في مانشيستر البريطانية. وستكشف الأيام القليلة المقبلة من هذه المحاكمة عن فصول أخرى من علاقة "ماتياس" بالحارس الشخصي لأسامة بن لادن، وبالعمليات التي قام بها في الجزائر وفي الخارج. هشام-زكرياء