تجددت المواجهات، الثلاثاء، في مدينة الرمادي بغرب العراق، بين مسلحي العشائر والقوات الحكومية التي فضت الاثنين الاعتصام المناهض للحكومة بالمدينة. كما امتدت الاشتباكات إلى أطراف مدينة الفلوجة المجاورة غرب بغداد وإلى مدن عدة في محافظات صلاح الدين شمالا وديالى شرقا وإلى أطراف مدينة بغداد. ففي مدينة الفلوجة دارت اشتباكات تحديدا في أحياء الشهداء والعسكري والصناعي في مداخل المدينة وفرض مسلحون سيطرتهم على معظم أحياء مدينتي الرمادي والفلوجة في حين التزمت القوات الحكومية قواعدها. جاء ذلك بعد اشتباكات ليلية عنيفة أوقعت عشرة قتلى في الرمادي بعد ساعات من فض الاعتصام، حيث أظهرت صور من المدينة تبادلا كثيفا لإطلاق النار مع انتشار مكثف لرجال العشائر بعد فرض سيطرتهم على معظم أحياء المدينة. كما امتدت المواجهات إلى مدن عراقية عدة في محافظات صلاح الدين وديالى وأطراف العاصمة بغداد. وجاءت هذه التطورات عقب فض القوات الحكومية ساحة الاعتصام المحاذية للطريق السريع في الرمادي، تبع ذلك اشتباكات عنيفة ودعوات أطلقت من بعض المساجد تقول: "حي على الجهاد" وسط تحليق لمروحيات عسكرية فوق مكان الاعتصام. وأظهرت صور بعد ذلك مسلحين يجوبون طرقات المدينة، وشوهدت سيارتان محترقتان تابعتان لقوات الأمن. من جهته أعلن الطبيب أحمد العاني من مستشفى الرمادي العام أن المستشفى تلقى جثث عشرة مسلحين، وعالج 30 مسلحا آخر أصيبوا بجروح أثناء الاشتباكات مع قوات الأمن. ويُخشى أن تؤدي عملية رفع خيم الاعتصام إلى مزيد من أعمال العنف بالعراق الذي يشهد تصاعدا في أعمال القتل اليومية منذ إزالة اعتصام مماثل في الحويجة شمال بغداد في أفريل الماضي حيث قتل أكثر من خمسين شخصا. ويتهم المعتصمون- الذين بدؤوا تحركهم قبل عام- رئيس الوزراء نوري المالكي باتباع سياسة طائفية تدفع نحو تهميش السنة واستهداف رموزهم.