سرد ناشطان سوريان ناجيان من سجون تنظيم الدولة في العراق والشام "داعش" فظاعات إعدام السجناء، ومعاناتهما خلف قضبان السجون قبل تحريرهما على أيدي المعارضة. وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد اختطفت عناصر من "داعش" الناشط الإعلامي سيف في 28 نوفمبر وأطلق سراحه في السادس من يناير، بعدما شن مقاتلو المعارضة هجومًا على السجن التابع ل"داعش" في مدينة الدانا في إدلب. ويقول سيف: "الظروف في سجون داعش غير إنسانية، وأسوأ من سجون نظام الرئيس بشار الأسد، والتي احتجز فيها عام 2011، صدقوني، سجون (داعش) أكثر رعبًا. أقله في سجون الأسد كنت أحصل على الغذاء كل ليلة". وأضاف: "كنت أحصل على نصف لتر من المياه كل يومين، إضافة إلى فتات من الغذاء. لأنهم يكرهون الناشطين الإعلاميين، كنت أتعرض للضرب والسباب وأتهم بأنني كافر". وتابع: "أخبرت الدولة الإسلامية والدي أنني ذُبحت. لم يتمكنا من تصديق أعينهما عندما رأياني مجددًا". ويقول: "لم أحظ بمحاكمة عادلة. القاضي دخل الغرفة وأصدر الحكم مباشرة اختار الحكم الأقصى لأن مزاجه اقتضى ذلك". واستطرد الناجي من سجون داعش: "رأيت عناصر داعش يعدمون سجناء آخرين، بينهم فتى كردي في ال15 من العمر، اتهموه بالاغتصاب والانتماء إلى حزب العمال الكردستاني، والذي خاض فرعه السوري (حزب الاتحاد الديمقراطي) معارك ضد داعش منذ أشهر، وقد نفى الفتى الاتهامات الموجهة إليه، إلا أنهم ضربوه طوال خمسة أيام، إلى أن اعترف. حينها أطلقوا النار عليه مباشرة". وأوضح سيف أن "عناصر داعش تحتجز أيضًا أرمينيين حاولا الهرب من سوريا بعدما هاجم الجهاديون الكنائس، لا سيما في محافظة الرقة، لقد أرونا الأرمينيين ورؤوس السجناء الذين أعدموا لإرهابنا". ويتابع: "كان التعذيب بلا رحمة. كان جبيني ينزف مدة يومين من شدة الضرب، دون أن أتلقى أي علاج. رأيت رجالًا في السبعينيات من العمر خطفوه لطلب فدية". ويضيف: "كان هناك الكثير من الأكراد في سجونهم، وكان إطلاق أي منهم يكلف عائلته مئات الآلاف من الليرات السورية". من جانبه، روى ميلاد الشهابي - وهو ناشط إعلامي خطفته داعش من مقر عمله في وكالة "شهبا برس" في مدينة حلب (شمال) نهاية ديسمبر – حيث يقول: "قالوا علي أن أتعلم كيف أتحدث عن (داعش)، وكنت في زيارة إلى تركيا المجاورة قبل احتجازي، إلا أني أصريت على العودة إلى سوريا رغم تلقي تهديدات". وأضاف: "بقيت معصوب العينين وفي الحجز الانفرادي مدة 13 يومًا. لم أتمكن من رؤية شيء. كنت أسمع بعض الأصوات فقط". واحتجز الشهابي في مستشفى الأطفال في حي قاضي عسكر في ثاني كبرى مدن سوريا، والذي كانت تتخذ الدولة الإسلامية منه مقرًّا رئيسًا لها، والتي تمكن مقاتلو المعارضة هذا الأسبوع من السيطرة عليها وتحرير عشرات المحتجزات، بعد ساعات من قيام داعش بإعدام عشرات المحتجزين في المقر. ويوضح الشهابي: "سمعت الطلقات النارية عندما كانت العناصر يعدمون المحتجزين. كان هناك رصاص كثيف، لدرجة اعتقدت أن ثمة اشتباكات". ويضيف الشهابي: "طلبوا مني فدية قيمتها 200 ألف ليرة (نحو 1300 دولار أميركي). لم يكن لدي سوى 15 ألفًا. سألتهم ما إذا كان في إمكاني أن أخبر عائلتي بمكان وجودي، لكنهم منعوني من ذلك".