تطمح الكثير من الفتيات اليوم إلى الحصول على مظهر أنثوي فائق وأجساد ممشوقة كالتي تتمتع بها نجمات التلفزيون، ولأن مشارط الجراحين التجميليين تتطلب مبالغ مالية كبيرة وخبرة، تفضل معظمهن اللجوء إلى محلات بيع الأعشاب والعطارة في سبيل الحصول على منتجات تفعل مفعول السحر وتمنحهن الجسد الحلم.. في حين يفتش رجال آخرون داخل هذه المحلات عن "فياغرا" طبيعية ومستحضرات وخلطات تزيد من فحولتهم وقدراتهم الجنسية. تعج محلات العطارة بمستحضرات سحرية، فبين "كريم" لتنحيف الجسم والأرداف، مستحضر لزيادة حجم الخدود وآخر لتكبير الشفاه، وثان لتكبير حجم الثديين زيادة على مجموعة من الأقراص المستعملة من خلاصة الأعشاب الطبية أو العقدات الطبيعية المصنوعة من مزيج من العسل والمكسّرات التي تزيد من قدراتهم الجنسية، يقف عشرات الزبائن من الجنسين حائرين، كل يبحث عن المستحضر الذي يعيد بث الأمل فيه ويعوض حالة النقص وعدم الرضا التي يشعر بها. توجّهنا إلى أحد محلات العطارة بشارع حسيبة بن بوعلي، وهناك رحنا نستفسر التاجر عن هذه المنتجات التي تزين واجهة محله فقال: يوجد في محلي أزيد من 100 منتج من مختلف الشركات والماركات المحلية والأجنبية، منها "كريمات" تعمل على شفط الدهون من الجسم، شد منطقة الورك والأرداف، وأخرى تعمل على تكبير حجم الثديين أو الشفاه، وهناك بعض السيدات اللواتي لا يحبِّذن "الكريمات" فيستبدلنها بشريط لاصق يساهم في امتصاص الدهون من الجسم، وهناك من يفضلن شرب الأعشاب التي ينقعنها في الماء ويتناولنها على شكل شراب وهي فعالة جدا كهذا الشراب وأشار إلى إحدى العلب، يوجد منه على شكل أقراص ويتكون من الميرمية، شاي أخضر، زعتر، قرفة، زنجبيل، قشر رمان، بذور الكتان مع إضافة ملعقة من عصير الليمون أو خل التفاح وشربها قبل النوم فهي مفيدة جدا. وهناك أعشاب لضبط الوزن منحِّفة ومزيلة للبدانة، وأدوية أخرى قاطعة للشهية. واستطرد: البعض يفضِّل الوصفات التقليدية حتى بوجود "كريمات"، فمثلا هناك سيدات يفضلن مشروب الحلبة لزيادة حجم الخدود والثديين بدلا من المنتجات الأخرى، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرجال الذين يعانون من الضعف الجنسي حيث تتوفر أعشاب على شكل أقراص "فياغرا" طبيعية وهناك خلطات أعشاب مقوية للرجال و"كريمات" أيضا، إلا أن 70 من المائة من زبائني يفضلون تجريب الخلطات المكونة من العسل والتي يشار إليها بأسماء مختلفة مثل خلطة العريس والتي تتكون من العسل بالإضافة إلى بعض المكسرات والزبيب. وهناك نبتة "الجينسنغ" المفيدة للرجال بمختلف أشكالها فمنها ما تباع بمفردها أو بالإضافة لجملة من الأعشاب كجذور الزنجبيل، القرفة و"الجينسنغ" والتي يتم غليها وإضافة ملعقة من العسل إليها لتشرب من مرتين إلى ثلاث في اليوم. وعلى غرار محدِّثنا السابق، أكد صاحب محل لبيع الأعشاب في بلكور، أنه وبرغم وفرة هذه المنتجات بكمية كبيرة في محله وكثرة الإقبال عليها، إلا أنه لا ينصح زبائنه باستعمالها، فبعض هذه المنتجات وإن ثبتت فعاليتها إلا أن آثارها السلبية قد تكون أخطر وبالأخص بالنسبة إلى مستحضرات تكبير الثدي والتي قد تصيب صاحبتها بسرطان الثدي، مردفا أنه حتى الرجال الذين يعانون من الضعف الجنسي لا يشجعهم على الأقراص والحبوب لأن المشكل نفسيٌ قبل أن يكون عضوياً، وإن كانت خلطات العسل غير مضرة مقارنة بالمنتجات والمستحضرات الأخرى لذا على الإنسان أن يترك جسده على سجيته والابتعاد عن هذه المنتجات الوهمية. بينما تباينت آراء الزبائن المتواجدين داخل المحل، فالشابة "نسرين" والتي أرادت شرابا يزيل الدهون من بطنها، أوضحت لنا أنها جربت "الكريمات" ولم تحصل على نتيجة فعَّالة إلى أن جرَّبت مشروباً ساعدها على التخلص من "الكرش المزعج". أما السيدة "زينب" فوصفت هذه المنتجات ب"الفعَّالة" وقد جربتها عدة مرات وساعدتها في تخطي بعض المشاكل التجميلية كالخطوط البيضاء. من جهته، أوضح الدكتور "محمد بقاط بركاني"، رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، أن الكريمات الخاصة بتنحيف الجسم وتكبير حجم الثديين مجرد إشهار تجاري كاذب للنصب على المواطنين واستنزاف أموالهم، حتى المنتجات الباهظة الثمن والتي تزعم قدرتها على إزالة التجاعيد ليس بوسعها فعل ذلك إلا أن المواطنين يقبلون عليها لإيمانهم بقدراتها السحرية، وهو الأمر ذاته بالنسبة إلى المقويات الجنسية التي تعرضها هذه المحلات فهي تؤثر على تفكيره وتجعله يشعر بالقوة، ليحذر رئيس عمادة الأطباء الصيدليات من عرض هذه المنتجات إلى جانب الأدوية حتى لا يتخيلها الزبون دواءً. مؤكدا أن أغلبية هذه المنتجات بدون جدوى فالكريمات يستحيل أن تتسرّب إلى داخل الجسم لأنه يشكل حاجزا سميكا، وتزداد خطورتُها على الصحة العامة والجلد فتسبب له الحساسية والإكزيما والسرطان أيضا فمن الضروري تفاديها حماية للصحة وتجنبا لأي مضاعفات أو أعراض جانبية غير مرغوبة.