كشفت مصادر مطلعة أن عدة شركات جزائرية لإنتاج السمعي البصري، شرعت في اتصالات مكثفة مع شركات سورية للإنتاج الدرامي، بهدف إقامة شراكة في مجال الإنتاج الدرامي، من خلال انتاج مسلسلات وأفلام سورية جزائرية، خاصة وأن بعض الشركات السورية أبدت رغبتها في الدخول في مثل هذه المشاريع، خاصة بعد قرار الحكومة تمديد برنامج دعم الإنتاج السينمائي لهذه السنة. الاتصالات التي تجري منذ مدة، أكدت المصادر أنها قطعت أشواطا مهمة في إقناع الشركات السورية بالقبول بمغامرة الاستثمار في الجزائر، وأن الكثير من تحفظات السوريين على المناخ الاستثماري في الجزائر قد بدأت في التبدد. وحسب ذات المصادر، فإن التقدم الذي سجل في المفاوضات جاء على خلفية النجاح النسبي الذي حققه مسلسل فاطمة نسومر، والذي تم إنقاذه بفضل تدخل بعض شركات التوزيع الفني السورية، التي تمكنت من تسويقه وإقناع بعض الفضائيات بشراء حقوق بثه، كما أن تكلفة انتاجه كانت صغيرة مقارنة بما انتج من أعمال درامية اخرى، مما سهل تسويقه في السوق الفنية العربية. من جهة اخرى، فإن ارتفاع الجدل بين السوريين والمصريين، الذين عبّروا عن انزعاجهم من إقحام الشركات المصرية لنجوم الدراما السورية، سهل من تقريب وجهات النظر، ومكن من الحصول على وعد أولي من شركات سورية بالاستثمار في الجزائر. وفي ذات السياق، كشفت نفس المصادر أن مستثمرين لبنانيين قد دخلوا على خط المفاوضات الجزائرية السورية، ويقدم اللبنانيون اقتراحات مهمة تتعلق بإمكانية الاستثمار في الجوانب الهيكلية لتجسيد هذه المشاريع، مثل بناء استديوهات فنية كبيرة تناسب مثل هذه الإنتاجات، اضافة الى الجوانب التقنية والخدمات الفنية، وأضافت المصادر أن معظم هذه الشركات اللبنانية هي شركات مشتركة لبنانية فرنسية متخصصة في القضايا التقنية، ولبنانية إيرانية متخصصة في الجوانب الفنية، وقد أثبتت هذه الشركات نجاعة كبيرة، وكانت من اسباب نجاح الدراما السورية. كما ان مصادر اعلامية سورية ولبنانية كانت قد تداولت مؤخرا إمكانية دخول رأس المال من بعض دول الخليج على خط هذه المفاوضات، وذلك بعد دراسات اجريت على مدى إمكانية نجاح فرص استثمارية فنية في الجزائر، التي تتوفر على إمكانيات معتبرة، تقنيا وسياحيا، كافية لتكون قاعدة لمثل هذا الاستثمار، الذي يتناول في مراحله الأولى تجسيد بعض النماذج الدرامية، والنصوص الروائية الجزائرية، وعدة شخصيات جزائرية تاريخية. وتربط المصادر اقتراب الاعلان عن نتائج تصفها المصادر بالمهمة في مجال استثمار سوري فني في الجزائر، خاصة بعد قرار الحكومة، باستمرار تقديم الدعم للإنتاج السينمائي في السنة الجارية.