تشتهر منطقة تيميمون وضواحيها عبر سلسلة إقليم "القورارة" بولاية أدرار بالكثبان الرملية الكثيفة ذات الامتداد الكبير عبر العرق الذي يحمل رمزية كبيرة داخل وجدان ساكني المنطقة انطلاقا من تينركوك مرورا بأوقروت شروين وطلمين، هذه الأخيرة باتت الرمال فيها تشكل خطرا حقيقيا أكثر من متعة جمالية وباتت النعمة التي لطالما حُسد لأجلها ساكنيها نقمة حقيقية تهدد السكان وتزرع في قلوبهم الرعب نتاج زحفها على التجمعات السكانية والواحات التي كانت مصدر الرزق والماء لدى أهالي المنطقة. يضاف إلى ذلك غمرها للطرقات، كما يحدث في الطريق الجديد بين ولايتي البيض وأدرار، حيث أن معظم الطرقات تضررت من جرّاء ذلك على غرار طريق طلمين وشروين، القصور الشرقية والغربية لتيميمون وأوقروت، بعد أن تسبب زحف الرمال في القضاء على نسبة كبيرة من الأراضي الزراعية سنويا، ناهيك عن تمكن السكان من مجابهة هذا الخطر بالوسائل التقليدية، وهذا في ظل غياب الإحصاءات الرسمية عن هذه الظاهرة التي تقتل الحياة داخل المحيط الصحراوي في صمت رهيب سواء من الجهات الوصية أو الباحثين وكذا منظمات البيئة التي لم يظهر لها أثر بالمنطقة. وحسب ما توصلت إليه أهم الأبحاث في هذا المجال، فإن الظاهرة ليست بهذه الصعوبة من أجل مكافحتها، وباستطاعة الجهات الوصية مجابهتها إذا جنّدت الوسائل الموجودة وأبدت عزمها على مكافحة الظاهرة، وذلك من خلال التثبيت البيولوجي لهذه الكثبان في حال استحالة ذلك ميكانيكيا، وذلك عبر إقامة أحزمة خضراء من الأشجار الكثيفة والتي توفّر غطاء نباتيا يمنع من زحف الرمال اتجاه المساحات الفلاحية، والتجمعات السكانية والطرقات، بحيث أنها تحيط بأهم نقاط انحدار العرق نحو الأماكن الحساسة. الأمر بات شديد الخطورة وواجب دق ناقوس الخطر تجاهه، لأن في ذلك ضياع للجهود المقدمة في سبيل النهوض بمختلف مناحي الحياة الاجتماعية في مثل هذه المناطق مما يشكل انعكاسا كبيرا على واقع التنمية، حيث أصبح لزاما على السلطات والمنظمات البيئية التحرك من أجل وقف هذا الخطر الداهم.