تقدر حصيلة صندوق الزكاة خلال العام الجاري، بحوالي 55 مليار سنتيم، إلى جانب تمويل 2500 مشروع استثماري (قرض حسن) لفائدة الشباب، حسب ما أكده الخبير فارس مسدور ل "الشروق"، مضيفا أن هذا الرقم يبقى بعيدا عن الحجم الإجمالي لزكاة الجزائريين التي تصل إلى 2.5 مليار دولار مقارنة بالناتج الداخلي الخام. وأوضح مسدور أن سبب عجز الصندوق عن تحقيق أهدافه مرتبط أساسا بضعف الحملة الإعلامية الخاصة به، فضلا عن تفضيل عديد من المزكين إخراج زكاة خارج الصندوق، في الوقت الذي يوجد، حسب محدثنا، خلط بين قضيتي الضريبة والزكاة كواجب شرعي لا علاقة له بنشاط دافعي الضرائب، ما يعكس غياب ثقافة الزكاة لدى الجزائريين. وأرجع المستشار الاقتصادي بوزارة الشؤون الدينية ضعف النتائج المسجلة في نشاط صندوق الزكاة إلى الصفة الإدارية التي التصقت بهذه المؤسسة بالدرجة الأولى، موضحا أن الاعتماد على اللجان المحلية في جمع أموال الزكاة ميع إلى حد ما عمل الصندوق بشكل أعاق تطوره و"أنا أملك عديدا من التوصيات لدفع العملية نحو الأمام ولم أبق متفرجا على الأمر ولكن للأسف عجزت عن تجسيدها، لأن القرار في النهاية في يد الإداريين". ودعا مسدور إلى إنشاء ديوان للزكاة، على غرار ديوان الحج الذي أقرته الحكومة مؤخرا يكون هيكلا مستقلا لتسهيل عملية الجباية والتوزيع والحصول على نتائج أفضل، إلى جانب وضع قانون خاص بالزكاة بهدف تنظيم العملية وتقديم تحفيزات للمؤسسات والأفراد الذين يدفعونها عن طريق صندوق الزكاة. يشار إلى أن حصيلة عمل صندوق الزكاة عرفت ارتفاعا مقارنة بالعام الماضي، حيث تم جمع حوالي 37 مليار سنتيم، في الوقت الذي يدخل نشاط الصندوق مع حلول عام 2008 عامه الخامس بحكم أن إنشاءه كان عام 2003 عبد الرزاق بوالقمح