تعزيزات أمنية مكثفة شهدتها العاصمة أمس عقب التفجيرين اللذين هزا بن عكنون وحيدرة أول أمس. وقد عكست تلك التعزيزات الحسّ الأمني الكبير سواء لدى قوات الأمن بمختلف أسلاكها أو لدى المواطنين. فمداخل العاصمة ومخارجها كانت مسيّجة بأحزمة أمنية شكلتها قوات الأمن والدرك الوطنيين، فيما بدت حركة المواطنين مُتحرّزة ومحتاطة جدا. فقد شددت قوات الأمن الخناق على الطرق والشوارع والمناطق الرئيسية في العاصمة مثل ديدوش مراد والعربي بن مهيدي وساحة الشهداء وبن عكنون وبور سعيد وأول ماي وباب الوادي وحيدرة والأبيار وشارع موريس أودان حيث تقع الجامعة المركزية، ففي شارع العربي بن مهيدي وموريس أودان وساحة الشهداء، كانت الدوريات الراجلة لعناصر الأمن تمسح المنطقة ذهابا وإيابا وتفتّش كل من تشك في هويته، وفي ساحة الشهداء مُنع الباعة الشباب من عرض سلعهم في الطريق مثلما اعتادوا تحسبا لأي خطر. أما الأسواق العامة والكبرى في لعاصمة مثل علي ملاح في أول ماء وسوق الساعات الثلاث في باب الوادي وسوق أحمد بوزرينة بالقرب من شارع كتشاوة فقد شهدت حركة مكثفة لعناصر الشرطة القضائية ونُصبت حواجز حديدية في الطرق المؤدية إليها، أما الشاحنات الصغيرة فقد كانت هدفا كبيرا ومفضلا لقوات الأمن، حيث تخضع لتفتيش دقيق خشية أن تكون محملة بالمتفجرات. وقد بدا هذا الأمر أكثر وضوحا في نواحي بن عكنون حيث تشاجر سائقان أحدهما كان يقود شاحنة صغيرة، وحدث أن كانت دوريات الشرطة القضائية مارة من هناك فاستوقفها الشجار، وكان أول ما فعلته هو تفتيش الشاحنة الصغيرة وقد شهدت الشروق اليومي هذه الحادثة، ولوحظ عناصر الأمن في حالة من التوتّر حيث حضرت أكثر من ثلاث سيارات إلى عين المكان إحداهما مدنية ذات دفع رباعي، وقد أخلي سبيل سائق الشاحنة الصغيرة بعد التحقق من هويته. حواجز أمنية طوّقت ثانوية ألكسندر دوما الدولية ببن عكنون وتواجد للشرطة في كلية الحقوق والعلوم الإدارية، كما تواجدت الشرطة بالقرب من وزارة الطاقة. مسرح الجريمة ممنوع على الصحافة المكتوبة سَدّت قوات الأمن طريق المجلس الدستوري التي كانت مسرح أحد تفجيري الأمس، عناصر الأمن طلبت من سائق الشروق اليومي وصحفييه أن يعودوا أدراجهم ويذهبوا إلى كلية الحقوق من طريق أخرى، حيث خاطبنا "لقد تلقينا تعليمات صارمة من مسؤولينا هذا الصباح عبر اللاسلكي، الصحافة المكتوبة ممنوعة منعا باتا من الاقتراب من هذا المكان باستثناء الصحافة المرئية والمسموعة". في حدود الواحدة مساء تكثفت طلعات طائرة عمودية تابعة للأمن الوطني على العاصمة، خاصة فوق البريد المركزي وباب الوادي وساحة الشهداء، وقد بدت العاصمة أمس كحال من يحاول الخروج من صدمة تعرّض لها. م.هدنه